289

Tuntutan Orang yang Menanyakan tentang Kepujian Keluarga Rasul

مطالب السؤول في مناقب آل الرسول‏

إليهم وصل بهم وإلا خرجت الخلافة منك الآن، فحمله على أن خرج بنفسه وجاء مسرعا والرضا بعد من كثرة زحام الناس لم يخلص إلى المصلى، فتقدم المأمون وصلى بالناس فلما انقضى ذلك قال هرثمة بن أعين- وكان في خدمة الخليفة إلا أنه كان محبا لأهل البيت إلى الغاية يأخذ نفسه بأنه من شيعتهم، وكان قائما بمصالح الرضا باذلا نفسه بين يديه متقربا إلى الله (تعالى) بخدمته- قال: طلبني سيدي الرضا وقال لي: يا هرثمة اني مطلعك على أمر يكون عندك سرا لا تظهره وأنا حي، وإن اظهرته حالة حياتي كنت خصمك عند الله (تعالى) فعاهدته انني لا أعلم بها أحدا ما لم تأمرني، فقال: اعلم أنني بعد أيام آكل عنبا ورمانا مفتوتا فأموت، ويقصد الخليفة أن يجعل قبري ومدفني خلف قبر أبيه الرشيد وإن الله (تعالى) لا يقدره على ذلك، فإن الأرض تشتد عليهم فلا يستطيع أحد حفر شيء منها، وإنما قبري في بقعة كذا- لموضع عينه- فإذا أنا مت وجهزت فأعلمه بجميع ما قلت لك، وقل له يتأن في الصلاة علي فإنه يأتي رجل عربي ملثم على بعير مسرع وعليه وعثاء السفر، فينزل عن بعيره ويصلي علي، فإذا صلى علي وحملت فاقصد المكان الذي عينته لك فاحفر شيئا يسيرا من وجه الأرض تجد قبرا معمولا في قعره ماء أبيض، فإذا كشفته ينضب الماء فهو مدفني.

قال هرثمة: فو الله ما طالت الأيام حتى أكل عنبا ورمانا كثيرا فمات فدخلت على الخليفة فوجدته يبكي عليه، فقلت: يا أمير المؤمنين عاهدني الرضا على أمر أقوله لك، وقصصت عليه تلك القصة التي قالها من أولها إلى آخرها وهو يعجب مما أقوله، فأمر بتجهيزه فلما تجهز تأنى بالصلاة عليه، وإذا برجل قد أقبل من الصحراء على بعير مسرعا فلم يكلم احدا ثم دخل إلى جنازته فوقف وصلى عليه وخرج فصلى الناس عليه وأمر الخليفة بطلب الرجل ففاتهم فلم يعلموا له خبرا.

ثم أمر الخليفة بأن يحفر له قبر خلف قبر الرشيد فعجز الحافرون

Halaman 301