Tuntutan Orang yang Menanyakan tentang Kepujian Keluarga Rasul
مطالب السؤول في مناقب آل الرسول
Genre-genre
فقلت إن هذا الفتى من الابدال قد تكلم على سري مرتين، فلما نزلنا زبالة إذا بالفتى قائم على البئر وبيده ركوة يريد أن يستقي ماء فسقطت الركوة من يده في البئر، وأنا أنظر إليه فرأيته قد رمق السماء وسمعته يقول:
أنت ريي إذا ظمئت إلى الماء
وقوتي إذا أردت الطعاما
اللهم سيدي مالي سواها فلا تحرمنيها. قال شقيق: فو الله لقد رأيت البئر وقد ارتفع ماؤها فمد يده فأخذ الركوة وملأها ماء، فتوضأ وصلى أربع ركعات، ثم مال إلى كثيب رمل فجعل يقبض بيده ويطرحه في الركوة ويحركه ويشرب، فأقبلت إليه وسلمت عليه فرد علي السلام، فقلت:
أطعمني من فضل ما أنعم الله به عليك، فقال: يا شقيق لم تزل نعمه علينا ظاهرة وباطنة فأحسن ظنك بربك، ثم ناولني الركوة فشربت منها فإذا هو سويق وسكر، فو الله ما شربت ألذ منه ولا أطيب ريحا فشبعت ورويت، وأقمت أياما لا اشتهي طعاما ولا شرابا. ثم لم أره حتى دخلنا مكة، فرأيته ليلة إلى جنب قبة الشراب في نصف الليل قائما يصلي بخشوع وأنين وبكاء، فلم يزل كذلك حتى ذهب الليل فلما رأى الفجر جلس في مصلاه يسبح، ثم قام فصلى الغداة وطاف بالبيت أسبوعا وخرج، فتبعته وإذا له غاشية وموال وهو على خلاف ما رأيته في الطريق ودار به الناس من حوله يسلمون عليه، فقلت لبعض من رأيته يقرب منه:
من هذا الفتى؟ فقال: هذا موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ((عليه السلام))، فقلت قد عجبت أن تكون هذه العجائب إلا لمثل هذا السيد.
ولقد نظم بعض المتقدمين واقعة شقيق معه في أبيات طويلة اقتصرت على ذكر بعضها فقال:
سل شقيق البلخي عنه وما شاهد
منه وما الذي كان أبصر
قال لما حججت عاينت شخصا
شاحب اللون ناحل الجسم اسمر
سائرا وحده وليس له زاد
فما زلت دائما اتفكر
Halaman 291