Tuntutan Orang yang Menanyakan tentang Kepujian Keluarga Rasul
مطالب السؤول في مناقب آل الرسول
Genre-genre
فمن ذا يذمها وقد آذنت بانتهائها ونادت بانقضائها وأنذرت ببلائها، فإن راحت بفجعة فقد غدت بمبتغى وإن أغضرت بمكروه فقد أسفرت بمشتهى، ذمها رجال يوم الندامة ومدحها آخرون، حدثتهم فصدقوا وذكرتهم فذكروا، فيا ايها الذام لها المعنى بغرورها متى غرتك أم متى استندمت إليك؟ بمصارع آبائك في البلى؟ أم بمضاجع أمهاتك تحت الثرى؟ كم عللت بدنك ومرضت وأذاقتك شهدا وصبرا؟ فإن ذممتها لصبرها فامدحها لشهدها وإلا فاطرحها لا حمد ولا ذم، قد مثلت لك نفسك حتى ما يغني عنك بكاؤك ولا يرحمك أخوك.
وقال ((عليه السلام)): ان الدنيا قد أدبرت وآذنت بوداع وان الآخرة قد أقبلت وآذنت باطلاع، ألا وإن المصمار اليوم والسباق غدا ألا وإن السبقة الجنة والغاية النار، الا وإنكم في أيام مهل من ورائه أجل يحثه عجل، فمن عمل [في] أيام مهلة قبل حضور اجله ضره أجله ولم ينفعه عمله. لو عاش أحدكم ألف عام كان الموت بالغه ونحبه لا حقه فلا تغرنكم الأماني ولا يغرنكم بالله الغرور، قد كان قبلكم لهذه الدنيا سكان شيدوا فيها البنيان ووطنوا الأوطان أصبحت أبدانهم في قبورهم هامدة وأنفسهم خامدة، فتلهف المفرط منهم على ما فرط يقول: يا ليتني نظرت لنفسي يا ليتني أطعت ربي.
وقال ((عليه السلام)): إن الدنيا ليست بدار قرار ولا محل إقامة إنما أنتم فيها كركب عرسوا وارتاحوا ثم استقلوا فغدوا وراحوا، دخلوها خفافا وارتحلوا منها ثقالا فلم يجدوا عن مضحى عنها نزوعا ولا إلى ما تركوا بها رجوعا، جد بهم فجدوا وركنوا إلى الدنيا فما استعدوا حتى أخذ بكضمهم وخلصوا إلى دار قوم لم يبق من أكثرهم خبر ولا أثر، قل في الدنيا لبثهم وعجل بهم إلى الآخرة بعثهم، فاصبحتم حلولا في ديارهم وظاعنين على آثارهم والمنايا بكم تسير سيرا ما فيه أين ولا بطء، نهاركم بأنفسكم دءوب وليلكم بأرواحكم ذهوب وأنتم تقتفون من حالهم حالا وتحتذون من أفعالهم مثالا، فلا تغرنكم الحياة الدنيا فإنما أنتم فيها سفر
Halaman 187