Tuntutan Orang yang Menanyakan tentang Kepujian Keluarga Rasul

Ibn Talha Kamal Din Nasibi d. 652 AH
121

Tuntutan Orang yang Menanyakan tentang Kepujian Keluarga Rasul

مطالب السؤول في مناقب آل الرسول‏

يبتزه أو مقنب يقوده أو منبر يفترعه، ولبئس المتجر أن ترى الدنيا لنفسك ثمنا ومما لك عند الله عوضا، ومنهم من يطلب الدنيا بعمل الآخرة ولا يطلب الآخرة بعمل الدنيا، قد طامن من شخصه وقارب من خطوه وشمر من ثوبه وزخرف من نفسه للأمانة واتخذ ستر الله تعالى ذريعة إلى المعصية، ومنهم من أقعده عن طلب الملك ضئولة نفسه وانقطاع سببه فقصرته الحال على حاله فتحلى باسم القناعة وتزين بلباس أهل الزهادة وليس من ذلك مراح ولا مغذى وبقي رجال غض أبصارهم ذكر المرجع وأراق دموعهم خوف المحشر، فهم بين شريد ناد وخائف مقموع وساكت مكعوم وداع مخلص وثكلان موجع، قد أخملتهم التقية وشملتهم الذلة فهم في بحر أجاج أفواههم ضامزة وقلوبهم فرحة قد وعظوا حتى ملوا وقهروا حتى ذلوا، وقتلوا حتى قلوا. فلتكن الدنيا أصغر عندكم من حثالة القرظ وقراضة الجلم، واتعظوا بمن كان قبلكم قبل أن يتعظ بكم من بعدكم وارفضوها ذميمة فإنها رفضت من كان اشغف بها منكم، فياما اغر خداعها مرضعة وياما أضر نكالها فاطمة.

وقد نقل عنه ((عليه السلام)) أنه قال وقد اجتمع حوله خلق كثير:

اتقوا الله فما خلق الله امرأ عبثا فيلهو وما ترك سدا فيلغو، ما دنياه التي تحسنت له بخلف من الآخرة التي قبحها سوء ظنه عنده وما المغرور بزخرفها الدنيء بناج من عذاب ربه عند مرده إليه.

وله ((عليه السلام)) في هذا الباب من التنفير عن الدنيا والتنقير عن مساوئها جواهر حكم مبثوثة في غضون خطبه مندرجة في مطاوي مواعظه منظومة في عقود كلامه، لم أر اقتطاعها منها ولا فصلها عنها ستأتي مسرودة في الفصل المرصد لبيان فصاحته، وإيراد بلغة من عيون بلاغته إن شاء الله تعالى. واقتصرت في هذا الفصل على هذه النبذة فإنها مع قلتها وافية بالغرض في دلالتها على معرفته بالدنيا، فلهذا لما فهمها اتهمها وحين عرفها صرفها وإذ استبانها أبانها ومذ تحققها طلقها وحيث تبين اقبالها بإيضاعها وتيقن احتيالها بخداعها، رفض مقتنى متاعها

Halaman 130