144

Masun Fi Adab

المصون في الأدب

Penyiasat

عبد السلام محمد هارون

Penerbit

مطبعة حكومة الكويت

Nombor Edisi

الثانية

Tahun Penerbitan

١٩٨٤ م

Genre-genre

Sastera
Retorik
وجه إلينا عيسى بن موسى ليلًا فصرنا إليه، والجند سماطان، وقد امتلأنا رعبًا منه، فقال: ما دعوتكم إلاّ لخيرًا. فزالت هيبته من قلوبنا لقبح لحنه. أخبرنا أبو بكر بن دريد قال: أخبرنا الرياشيُّ عن العتبيّ قال: قال زيادٌ: إنّي رأيتُ خلالًا ثلاثًا نبذْتُ إليكم فيهنَّ النَّصيحة. رأيت إعظام ذوي الشَّرف، وإجلال ذوي العلم، وتوقير ذوي الأسنان. والله لا أوتي بوضيعٍ لم يعرف لشريف شرفه إلاّ عاقبته له، ولا يأتيني كهلٌ بحدث لم يعرف له فضل سنّه على حداثته إلاّ عاقبته له، ولا يأتيني عالم عاقلٌ بجاهل لم يعرف له فضل علمه على جهله إلاّ عاقبته له. فإنّما الناس بعلمائهم وأعلامهم وذوي أسنانهم! ثم تمثّل: تهدى الأمور بأهل الرأْي ما صلحت ... فإن تولَّتْ فبالأشرار تنقادُ لا يصلح الناس فوضى لا سراةَ لهم ... ولا سراةَ إذا جُهّالهم سادوا

1 / 146