ماسة
ماسة
تأليف
هاني السالمي
ستون لوزة
صباح قاس مر على جدي، ركض مسرعا، حافيا، بملابس النوم، ولم يضع طاقيته البيضاء فوق رأسه؛ بل حمل فأسه الصغيرة، وركض. كان أسرع من خيل المعركة، يضبح من القلق والخوف.
كلما تقدم مترا في الركض، زاد عدد المنضمين إليه. أبي وعمي، يركضان أيضا خلفهم بأمتار بلباس النوم.
أنا وأولاد عمي نركض مثلهم، ولكن لا نعلم لماذا؟
كم كان جدي سريعا! نراه، ولكن لا نستطيع اللحاق به، أنت ترى الغيوم، ولكنك لا تلمسها، جدي مثل غيمة السماء، لا يمكن أن تلمسها، ولكنها تلمسك بالمطر، أو بمنظرها الجميل.
فجأة هرول عدة خطوات، ثم توقف، وسقط حين وصل إلى مزرعة الكرنب، التف حوله أبي وعمي، وأنا وأولاد عمي. رجال الشارع لم يقتربوا؛ بل اكتفوا بالتمتمة، وصفعوا الكف بالكف تحسرا على جدي.
Halaman tidak diketahui