Pentas Ali Kassar
مسرح علي الكسار (الجزء الثاني): علي الكسار … ومرحلة التألق الفني
Genre-genre
اتحد الريحاني وأمين صدقي كمنافسين للكسار، وقدما «مسرحية قنصل الوز»، التي نجحت نجاحا كبيرا، بفضل وجود كوكبة من رموز الكوميديا أمثال محمد كمال المصري «شرفنطح» وعبد اللطيف جمجوم وعلى رأسهما كشكش بك. كذلك تمثيل بديعة مصابني، وغناء فتحية أحمد، وتلحين الموسيقار الشاب محمد عبد الوهاب. (7)
شهد هذا الموسم امتحانا عسيرا تنافس في المتنافسون الثلاثة - الكسار والريحاني وصدقي - حيث عرض الكسار مسرحية «28 يوم»، وعرض الريحاني وصدقي مسرحية «مراتي في الجهادية»، والمسرحيتان مأخوذتان عن أصل فرنسي واحد. ومزيدا في التشويق، عرض المتنافسون المسرحيتين في يوم واحد هو يوم 7 / 1 / 1926. وكما يقال: يوم الامتحان يكرم المرء أو يهان! فقد قام الناقد محمد عبد المجيد حلمي بمقارنة العرضين، وجاءت المقارنة في صالح عرض الكسار من حيث التعريب والديكور والموسيقى والإضاءة والتمثيل والتلحين والملابس والغناء ... إلخ. وأدى سقوط مسرحية «مراتي في الجهادية»، إلى انفصال الريحاني عن أمين صدقي. (8)
مثل أمين صدقي مسرحية «ناظر المحطة»، واستعان فيها بفوزي منيب ليمثل دور البربري، في محاولة منه لمنافسة الكسار في شخصيته الفنية. فكتب الناقد جمال الدين حافظ عوض كلمة في هذا الشأن، أبان فيها رسوخ قيمة شخصية البربري عند الكسار، أمام هشاشة محاولات بعض الهواة لتقليده. (9)
بعد سقوط مسرحيته «مراتي في الجهادية»، أصبح الريحاني وفرقته بلا مسرح! فراح يعرض بعض مسرحياته القديمة على تياترو محمد علي بالإسكندرية، ويستغل سفر أية فرقة مسرحية كي يعرض على مسرحها الثابت طوال شهرين. (10)
لم يكن التمثيل الكوميدي - في هذا الموسم - قاصرا على فرق الكسار والريحاني وصدقي، بل كانت هناك فرق كوميدية أخرى تعمل، ومنها فرق: فوزي الجزايرلي، وعبد اللطيف جمجوم، وحسن فايق، وفوزي منيب، ويوسف عز الدين.
في موسم 1926-1927 (1)
كانت فرقة أمين صدقي أول فرقة مسرحية كوميدية تفتتح هذا الموسم، بمسرحيتها الجديدة «ليلة في العمر»، وكانت أيضا افتتاحا لمسرحها الجديد - تياترو سميراميس - بشارع عماد الدين يوم 20 / 8 / 1926. (2)
افتتح الكسار هذا الموسم بمسرحية «أبو زعيزع»، التي لاقت استحسان النقاد - رغم بعض الهنات فيها - لأن الكسار تخلى فيها عن دوره الكوميدي المعهود - عثمان البربري - واستبدله بدور درامي محلى بالكوميديا، ليثبت للجميع أنه يصلح للأدوار الجادة المرحة، مثلما يصلح للأدوار الكوميدية الصرفة. (3)
تألق أمين صدقي في هذا الموسم، وقدم عروضا ناجحة من أهمها مسرحيتي «مملكة العجائب» و«عصافير الجنة»، كما تقدم المستوى التمثيلي لفوزي منيب في تقليده لشخصية البربري، لدرجة أن النقاد مدحوه واعتبروه منافسا للكسار. (4)
افتتح الريحاني هذا الموسم بمسرحية «المتمردة»، وفيها تخلى عن شخصيته الفنية كشكش بك، فكان النجاح من نصيبه، ولكن هذا النجاح لم يلبث أن محته مسرحيته الثانية «مونا فانا»، التي جاءت ضعيفة المستوى بسبب سرعة إخراجها دون الاستعداد الجيد لها. وسرعان ما محى الريحاني هذا الضعف، بعرضه لمسرحيته الناجحة «الجنة»، على الرغم من قيام فرقة أمين صدقي بتمثليها من قبل باسم «عصافير الجنة». وتخبط الريحاني بعد ذلك، حيث أعلن عن عرض مسرحية الشرك، ولكنه عدل عنها، ومثل مسرحية «اللصوص»، التي لم تلق الإقبال الجماهيري المتوقع. ولم يصمد الريحاني أمام هبوط مستوى مسرحياته جماهيريا، فأغلق مسرحه وحل فرقته التي لم تستمر سوى شهر واحد. (5)
Halaman tidak diketahui