بعدما يقول معظم الناس ذلك، يواصلون حديثهم ويقولون ما هو الصعب القطع به. لكن ليس إيدي. «هل سيؤدي هذا المحرك إلى كسر التربيعة حقا؟»
قال إيدي: «أوه، لست واثقا ... لا أستطيع تأكيد ذلك.» «هل يمكن أن يحدث ذلك؟» «ربما.» «هل أقول أي شيء لروس؟»
ضحك إيدي ضحكة خافتة في اضطراب وقال: «لا تأخذ سيلفيا الأمر بصدر رحب عندما يقول أحد أي شيء لروس.» •••
لم يكن كولن يحب عصائر الفواكه المضاف إليها الكحول. لم يقترب هو وروس ومجموعة أخرى من الفتيان هكذا من قلب الحفل. تجاهلوا الحفل، وجلسوا على أطرافه، يشربون من عبوات معدنية فقط؛ عبوات كوكاكولا وأورانج التي أتى بها أحد المدعوين وتركها إلى جانب الدرجات الخلفية. أكلوا رقائق البطاطس التي تم تقديمها لهم، لكنهم لم يكترثوا كثيرا بالطعام الموضوع على الموائد الذي كان يتطلب استخدام أطباق أو شوك. لم يلتفتوا إلى ما كان الكبار يفعلونه. قبل سنوات قليلة، كانوا يتجولون في الأنحاء يراقبون كل شيء، واضعين في أذهانهم، غالبا، فكرة السخرية مما يراقبونه وتعكير صفوه. لا يكترثون على الإطلاق بذلك العالم ؛ عالم الكبار، في الحفل أو في أي مكان آخر.
أما الأشياء التي كان الكبار يملكونها، فتلك مسألة أخرى. كانت تلك الأشياء لا تزال مثيرة للاهتمام بالنسبة لهم، وفي السيارات التي كانت منتظرة بطول الممر، وجدوا الكثير من الأشياء المثيرة للاهتمام؛ أدوات، مجارف، سلاسل الإطارات الخاصة بالشتاء الماضي، أحذية طويلة العنق، بعض المتعلقات الشخصية، معاطف مطر ممزقة، بطانية، مجلات بها صور بذيئة، بندقية.
كانت البندقية موضوعة على المقعد الخلفي في سيارة غير موصدة. كانت بندقية صيد. لم يكن هناك شك في أنهم كانوا سيخرجونها، ويفحصونها، ويعلقون على أجزائها على نحو يوحي بالمعرفة، ويصوبونها نحو طيور خيالية.
أشار بعضهم إلى ضرورة الحذر. «ليست محشوة.» «كيف تعرف؟»
لم يسمع كولن قط كيف عرف هذا الفتى ذلك. كان يفكر في كيف أن روس يجب ألا يمسك بهذه البندقية، وإلا فستنطلق منها رصاصة وتصيب أحدا، سواء أكانت محشوة أم لا. لمنع ذلك، أمسك كولن بها، وما حدث آنذاك لم يعرفه على الإطلاق، أو حتى يتذكره. لم يتذكر توجيه البندقية. لم يكن ممكنا أن يكون قد وجهها. لا يتذكر أنه جذب الزناد؛ لأن من المستحيل أن يكون قد فعل ذلك. لا يتذكر صوت إطلاق رصاصة لكنه يتذكر أن شيئا ما كان قد حدث؛ المعرفة التي تتوفر لدى المرء عندما يوقظه صوت عال من النوم وللحظة يبدو الصوت بعيدا وحتميا بما لا يستدعي الانتباه إليه.
سمع صرخات ونداءات في هذا الوقت نفسه. جاءت إحدى هذه الصرخات من روس، وهو ما كان يجب أن ينبئ كولن بشيء. (هل يصرخ من يقتلون بطلق ناري؟) لم ير كولن روس يسقط. كان ما رآه - ويتذكره دوما - هو أن روس كان مسجى على الأرض، على ظهره، ذراعاه مفتوحتان عن آخرهما، وشيء داكن يسيل من أعلى رأسه.
مستحيل أن يكون ذلك الشيء موجودا من قبل؛ هل هذه بركة دماء؟
Halaman tidak diketahui