كانت بيرل توزع ابتساماتها في القاعة.
عادت النادلة معها سلة من اللفائف. «باركر هاوس!» مالت بيرل إلى الأمام وشمت رائحة اللفائف. «كلوها وهي لا تزال ساخنة بما يكفي حتي يذوب الزبد!»
ارتعش وجه السيد فلورنس، ونظر إلى طبق الزبد وقال: «هل هذا الذي أراه زبدا؟ كنت أظن أن ذلك تموجات شعر شيرلي تيمبل.»
كان وجهه بالكاد أقل تجهما مما كان من قبل، لكنها كانت مزحة، وبدا إطلاقه إياها كما لو كان يوصل لنا تجسيدا للشيء الذي جرت الصلاة من أجله، وهي البركة.
قالت بيرل، التي كانت عادة تشير إلى السيد فلورنس بضمير الغائب حتى لو كان موجودا: «عندما يقول شيئا مضحكا، تلاحظون كيف يحافظ على خلو وجهه من أي تعبير. يذكرني ذلك بأمي؛ أعني أمنا؛ أمي أنا وماريتا. أما أبي، فعندما كان يطلق مزحة كان المرء يستطيع ملاحظتها حتى قبل اكتمالها تماما - لم يكن يستطيع أن يخفي الضحك عن ملامح وجهه - لكن أمي كانت مختلفة تماما. كان من الممكن أن تبدو متجهمة جدا. لكنها كانت تستطيع المزاح حتى على فراش موتها. في حقيقة الأمر، فعلت ذلك بالضبط. ماريتا، هل تتذكرين عندما كانت ترقد في الفراش في الغرفة الأمامية في الربيع قبل أن تموت؟»
قالت أمي: «أتذكر أنها كانت ترقد في الفراش في تلك الغرفة. نعم.» «حسنا، دخل أبي وكانت ترقد هناك في ثوب نومها النظيف، غير مغطاة؛ لأن المرأة الألمانية جارتها ساعدتها توا في الاغتسال، وكانت لا تزال ترتب الفراش. لذا، أراد أبي أن يضفي جوا من السرور، وقال: «لا بد أن الربيع آت؛ رأيت غرابا اليوم.» كان ذلك لا شك في مارس. ردت أمي بسرعة شديدة: «حسنا، من الأفضل أن تغطيني إذن، قبل أن ينظر عبر النافذة ويفكر في فعل شيء ما!» - قال أبي إن السيدة الألمانية أسقطت وعاء الاستحمام. كان هذا صحيحا. أصبحت أمي هزيلة جدا؛ كانت تحتضر. لكنها كانت تستطيع المزاح.»
قال السيد فلورنس: «ربما يصح هذا الأمر أيضا في حال عدم وجود طائل من البكاء.» «لكن أمي كانت تستطيع أن تمضي في المزاح إلى أبعد الحدود، كانت بالفعل تستطيع ذلك. في إحدى المرات، كانت تريد أن تخيف أبي. كان من المفترض أنه مولع بفتاة كانت تأتي باستمرار في منطقة الورش. حسنا، كان رجلا ضخما، ووسيما. لذا، قالت أمي: «حسنا، سأنتحر، ويمكنك أن تعيش معها وترى كيف ستسير الأمور عندما أعود وتطاردك روحي.» طلب منها ألا تكون غبية هكذا، ثم ذهب إلى وسط البلدة. وذهبت أمي إلى المخزن وصعدت إلى مقعد ووضعت حبلا حول عنقها. ألم تفعل ذلك يا ماريتا؟ ذهبت ماريتا تبحث عنها ووجدتها على هذا الوضع!»
أحنت أمي رأسها ووضعت يديها في حجرها، كما لو كانت تستعد لتلاوة صلاة أخرى. «أخبرني أبي عن الأمر برمته، لكنني أستطيع تذكره على أي حال. أتذكر ماريتا وهي تعدو بأقصى سرعة عبر التل مرتدية ثياب نومها، وأعتقد أن المرأة الألمانية رأتها، وخرجت تبحث عن أمي، وعلى نحو ما انتهى بنا المطاف جميعا في المخزن - أنا، أيضا، وبعض الأطفال الذين كنت ألعب معهم - وها هي أمي كانت واقفة على مقعد تستعد لمفاجأة أبي مفاجأة لم يعهدها في حياته. كانت قد أرسلت ماريتا في أثره. وبدأت السيدة الألمانية في النحيب قائلة: «أوه، سيدتي، انزلي يا سيدتي، فكري في أطفالك الصغار ... فكري في أطفالك ... إلخ» حتى جئت أنا ووقفت هناك. كنت طفلة ضئيلة الحجم، لكنني كنت الوحيدة التي لاحظت جيدا ذلك الحبل. تتبعت عيناي ذلك الحبل، ورأيت أنه كان موضوعا فقط على أحد عوارض السقف، لم يكن مربوطا على الإطلاق! لم تلاحظ ماريتا ذلك، ولم تلاحظه أيضا السيدة الألمانية. لكنني تحدثت قائلة: «أمي، كيف يمكن أن تشنقي نفسك دون أن يكون ذلك الحبل مربوطا حول العارضة؟!»»
قال السيد فلورنس: «كان ذلك مزاحا ثقيلا.» «أفسدت لعبتها. صنعت السيدة الألمانية القهوة وذهبنا إليها وتناولنا بعض الحلوى، ولم تستطع ماريتا العثور على أبي على أي حال، أليس كذلك يا ماريتا؟ كان المرء يستطيع سماع ماريتا تصرخ، صاعدة التل، على مسافة مربع سكني كامل.»
قال والدي: «كان من الطبيعي أن تكون منزعجة.» «بالطبع. مضت أمي في ذلك إلى أبعد الحدود.»
Halaman tidak diketahui