كتبت أنابيل قائلة إنها تأسف لإزعاج فيوليت في ذلك الوقت، لكنها تعتقد أنه يجب أن تخبرها بالأمر. كانت ثمة مشكلات في بيتها. أما ماهية هذه المشكلات، فلم ترغب أن تفضي بها في خطاب. إذا كانت فيوليت تستطيع العودة لبيتها على متن القطار، فيمكن أن تذهب إلى البلدة وتلاقيها. تمتلك وزوجها سيارة الآن.
وهكذا عادت فيوليت لبيتها على متن القطار.
قالت أنابيل: «يجب أن أخبرك بالأمر مباشرة ... الأمر يتعلق بوالدك. والدك في خطر.»
كانت فيوليت تعتقد أنها كانت تقصد أن الملك بيلي مريض. لكن الأمر لم يكن كذلك. كان يتلقى خطابات غريبة، خطابات رهيبة؛ كانت خطابات تتضمن تهديدات بإنهاء حياته.
ما كانت تتضمنه تلك الخطابات، مثلما قالت أنابيل، كان داعيا إلى الاشمئزاز بما يتجاوز التصديق.
في المنزل، كان يبدو كما لو أن كل مظاهر الحياة اليومية قد توقفت. كانت العائلة كلها خائفة؛ كانوا خائفين من الذهاب إلى المرعى الخلفي للإتيان بالأبقار، خائفين من الذهاب إلى خلف القبو، أو إلى البئر أو الحمام بعد حلول الظلام. كان الملك بيلي رجلا مستعدا حتى الآن للدخول في معركة، لكنه فقد أعصابه جراء فكرة وجود عدو مجهول يستعد للانقضاض في أي وقت . لم يكن يستطيع السير من المنزل إلى مخزن الحبوب دون الالتفات ليرى ما إذا كان ثمة أحد خلفه. عندما كان يحلب الأبقار، كان يديرها في مرابطها بحيث يكون في ركن لا يستطيع أحد التسلل من خلفه ومفاجأته. كانت العمة آيفي تفعل المثل.
كانت العمة آيفي تدور حول المنزل حاملة عصا، مطرقة بها على أبواب الصوانات وأعلى الخزائن والصناديق، قائلة: «إذا كنت هنا، فمن الأفضل أن تبقى كذلك حتى تختنق، حتى الموت! أيها القاتل!»
قالت فيوليت إن القاتل لا بد أن يكون قزما حتى يختبئ في أي من تلك الأماكن.
كانت دون روز وبوني هوب تمكثان في المنزل ولا تذهبان إلى المدرسة، على الرغم من أنه في هذا الوقت من العام كان عليهما الاستعداد لاجتياز اختبارات القبول. كانتا خائفتين من خلع ملابسهما ليلا، وكانت ملابسهما متجعدة ورائحتها كريهة.
لا يتم طهي أي طعام بالمنزل. كان الجيران يأتون لهم بالطعام. كان يبدو أن ثمة دائما زائرا ما يجلس عند منضدة المطبخ، جار، أو حتى شخص لا تعرفه العائلة جيدا ممن سمع عن مشكلتهم هذه وجاء من مكان بعيد. كانت الأطباق تغسل في الماء البارد، هذا إن غسلت من الأساس، وكان الكلب هو الكائن الوحيد المهتم بتنظيف الأرضيات.
Halaman tidak diketahui