تبدو المرأة، الفتاة، كما لو كانت تحاول النهوض. يدفعها الرجل إلى أسفل. يتذمر منها. تجيب في صوت يتراوح بين الشكوى والطمأنة ثم يعود مرة أخرى إلى الشكوى. يبدو كما لو كان يفقد الاهتمام بالأمر، يميل رأسه إلى الخلف لمشاهدة الشخصيات على الشاشة. تشق الفتاة طريقها من مقعدها وتتعثر فوقه. يزمجر في صوت مسموع الآن، ويمسك رجلها. لدهشة ماري جو، تتحدث الفتاة إليه بالإنجليزية.
تقول في عناد: «لست ... لست ثملة.» تقول هذا بنبرة حماسية، قانطة يستخدمها الثملون عادة عندما يجادلون أنهم ليسوا كذلك.
يدعها الرجل وهو يزمجر تعبيرا عن الاشمئزاز.
تقول، وثمة دموع الآن في صوتها وعينيها: «لا تصدر لي الأوامر هكذا ... أنت لست أبي.» بدلا من السير على الممر إلى الحمام - إذا كان هذا ما كانت تفكر فيه - تظل واقفة في متناول يده، تنظر في أسى إليه. يحاول مرة أخرى الإمساك بها دون أن يقصد ذلك فعلا، حركة سريعة، وحشية، كما لو كان هذه المرة، المرة التالية، ينوي حقا أن يؤذيها. تتعثر جانبا. يتحول بانتباهه مرة أخرى إلى الشاشة.
لا تزال الفتاة لا تتحرك في الممر. تميل ناحية ماري جو.
تقول: «عذرا.» تبتسم بعينين ممتلئتين بالدموع. يتغضن وجهها الحائر، المهان من خلال هذه الابتسامة الواسعة، مزمومة الشفاه، ابتسامة الاعتذار أو التآمر. «عذرا».
تقول ماري جو، معتقدة أن الفتاة تعتذر عن الشجار: «لا بأس.» ثم تدرك أن «عذرا» تعني «هل يمكن أن أمر؟» تريد الفتاة أن تمر من فوق رجلي ماري جو، الممددة في استرخاء، والمتقاطعتين عند الكاحلين. تريد أن تجلس في المقعد المجاور للنافذة.
تفسح لها ماري جو الطريق. تجلس الفتاة، تمسح عينيها بحركة مستقيمة من سبابتها، وتتنفس بصوت عال وبشكل بدا وكأنه جاد وحاسم. ماذا الآن؟
تقول الفتاة: «لا تخبري أحدا ... لا تخبري أحدا.»
تضع يدها العريضة على ركبة ماري جو، ثم تسحبها.
Halaman tidak diketahui