كان لدى ماريبيث أخبار جديدة لتخبرني بها أيضا. كان لدى بياتريس صديق، وكانت تأمل في أن تخطب له. قالت ماريبيث إن كلا منهما متيم بالآخر بشدة.
كان صديق بياتريس متدربا لدى حلاق. كان يراها أثناء فترات ما بعد الظهيرة، عندما كانت تعود إلى المنزل من نوبة عملها في المستشفى، وكانت ثمة فترة ركود في مجال الحلاقة. كانت الفتيات اللائي كن يعشن في المنزل، في العمل آنذاك. ولم أكن أنا وماريبيث في المنزل أيضا؛ إذ كنا نتمتع بالكياسة الكافية حتى نتسكع حول المدرسة، أو نذهب لشراء أحد المشروبات الغازية، أو نضيع الوقت في النظر إلى واجهات العرض بالمحلات. لكن أصرت ماريبيث هذه المرة على أن تتوجه مباشرة إلى المنزل.
وجدنا بياتريس ترتب الفراش. نزعت جميع الأغطية ووضعت الملاءة في سرعة احترافية. ثم وضعت غطاء قطنيا ماصا على الملاءة في مكان استراتيجي. ذكرت بأيام الخزي التي كنت أنام فيها فوق غطاء بلاستيكي؛ لأنني كنت أبلل الفراش من حين إلى آخر.
وضعت بعد ذلك الأغطية العلوية، سوتها ورتبتها، مخبئة الغطاء السري. نفشت الوسائد، وثنت أحد أركان الملاءة العلوية فوق اللحاف. عاد إلي الشعور المزعج الخاص بشهوة الطفولة، ذكرى اللحظات الحميمة تحت البطانيات. بطانيات خشنة، ملاءات فلانيليت مريحة، أسرار.
سارت بياتريس عبر البهو في اتجاه الحمام، حتى تهندم نفسها مثلما هندمت الفراش. كان يرتسم على وجهها نظرة جادة، مسئولة، نظرة اهتمام ربة منزل. لم تتفوه بكلمة واحدة لنا.
قالت ماريبيث أثناء مرورنا على الحمام في طريقنا إلى أسفل: «لن أتعجب إذا مضت وفعلت الأمر أمام ناظرينا.» كان الماء يسيل. ماذا كانت بياتريس تفعل تحديدا؟ أظن أن الأمر كان يتضمن استخدام قطع من الإسفنج.
جلسنا على سلالم الشرفة الخارجية. كانت الأرجوحة قد رفعت في الشتاء ولم توضع مرة أخرى بعد.
قالت ماريبيث: «لا ينتابها أي شعور بالخجل ... وعلي أن أنام في الفراش نفسه. تظن أن وضع غطاء ماص على الملاءة سيجعل كل شيء على ما يرام. سرقت هذا الغطاء من المستشفى. لا يمكن أن يثق المرء فيها أبدا، حتى عندما كانت لا تزال صغيرة. ذات مرة، تشاجرنا وقالت: «دعينا نتصالح، نتصافح»، وعندما تناولت يدها لنتصافح، كانت تحمل ضفدعا صغيرا فيها، وكان الضفدع قد دخل عليها الحمام.»
لم يكن الثلج قد اختفى بعد؛ كانت ريح شديدة البرودة تأتي بروائح المستنقعات، والجداول، ومياه الفيضان إلى البلدة. لم يأبه صديق بياتريس بارتداء معطف. جاء مسرعا عبر الزقاق مرتديا رداء الحلاقة الأبيض، مطأطئا رأسه، عن عمد. لم يكن مستعدا لرؤيتنا.
قال في ثقة زائفة، ومرح عصبي: «أهلا!»
Halaman tidak diketahui