159

قال: ففتح فاه، فقال: ها، فدخلت جوفه.

فإذا رجل معه صمصامة، فقال: يا حمير أين الحية؟

قال: ما أرى شيئا. قال: سبحان الله! قال: نعم سبحان الله! ما أرى شيئا!

فذهب الرجل فأطلعت الحية رأسها، ثم قالت: يا حمير أتحس الرجل؟

فقال لها: قد ذهب.

قالت: فاختر إحدى خصلتين: أن أنكت قلبك نكتة، أو أفرث كبدك فتلقيه من أسفل قطعا، قال: والله ما كافيتيني؟!

قالت: فحين تضع المعروف عند من لا يعرفه، وقد عرفت ما بيني وبين أبيك قديما، وليس معي مال فأعطيك، ولادابة فأحملك.

قال: فأمهليني حتى آتي سفح هذا الجبل فأمهد لنفسي، فبينا هو يمشي إذا هو بفتي حسن الوجه طيب الريح حسن الثياب، فقال له: يا شيخ مالي أراك مستبسلا للموت أيسا من الحياة؟!

قال: من عدو في جوفي يريد هلاكي، فاستخرج شيئا من كمه فدفعه إلي وقال: كلها ففعل فأصابه مغص شديد، ثم ناوله أخرى فأكلها فرمى بالحية من أسفله قطعا.

فقال: من أنت رحمك الله، فما أحد أعظم علي منه منك؟

قال: أنا المعروف، إن أهل السماء لما رأوا غدر الحية بك اضطربوا، كل يسأل ربه أن يغيثك، فقال الله عز وجل: يا معروف أدرك عبدي فإياي أراد بما صنع.

Halaman 232