Mashariq Anwar al-Aqul

Nooruddin Al-Salmi d. 1332 AH
256

Mashariq Anwar al-Aqul

مشارق أنوار العقول

Genre-genre

( ثالثا): تحذير المسلم من الشر وذلك كمن اشترى مملوكا وقد عرفت المملوك بعيب في بدنه أو خلقه فلك أن تذكر ذلك لمشتريه المسلم إن كان العبد وليا وكذلك المزكي إذا سئل عن الشاهد فله أن يقول مثلا هو بقال أو دباغ أو حجام أو حياك وإن كان الشاهد وليا وكذلك المستشار في التزويج له أن يقول إن هذه المرأة غير جميلة ونحو ذلك وهذا الرجل ليس هو من حسب ونحو ذلك وإن كان المستشار فيه وليا.

(رابعها): الاستفتاء كأن يقول للمفتي ظلمني أبي أو زوجتي أو أخي فكيف طريقي في الخلاص لما روي عن هند بن عتبة([5]) أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم إن أبا سفيان([6]) رجل شحيح لا يعطيني ما يكفيني أنا وولدي فآخذ من غير علمه فقال: خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف([7]).

فذكرت الشح والظلم لها ولولدها ولم يزجرها صلى الله عليه وسلم إذ كان قصدها الاستفتاء.

(خامسها): الاستعانة على تغيير المنكر ورد المعاصي إلى منهج الصلاح فلك أن تقول فلان فعل كذا من المنكرات عند من يعنيك على ردعه عن منكره وإن كان فاعل المنكر وليا عند المستعان به كما روي أن عمر رضي الله عنه مر على عثمان وقيل طلحة فسلم عليه فلم يرد عليه السلام فذهب إلى أبي بكر رضي الله عنه فذكر له ذلك فجاء أبو بكر إليه ليصلح ذلك ولم يكن ذلك غيبة عندهم وكذلك لما بلغ عمر رضي الله عنه أن أبا جندل قد عاقر الخمر بالشام، كتب إليه (بسم الله الرحمن الرحيم حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب) الآية. فتاب ولم يرد ذلك سيدنا عمر ممن أبلغه غيبة إذ كان قصده أن ينكر عليه ذلك فينفعه نصحه ما لا ينفعه نصح غيره أ. ه مختصرا من الأحياء([8]) وقد نظم هذه الخمسة مع غيبة الفاسق بعضهم فقال:

القدح ليس بغيبة في ستة=

متظلم ومعرف ومحذر

ولمظهر فسقا ومستفت ومن=

طلب الإعانة في إزالة منكر

Halaman 266