Mashariq Anwar al-Aqul
مشارق أنوار العقول
Genre-genre
( قوله في وجهه الشرعي ليس بنقص) ([22]) الخ أي الإيمان بالمعنى الشرعي الذي هو أداء الواجبات مطلقا ليس ينقص نظرا إلى إيمان كل مؤمن, فإنه في ذاته غير متفاوت وإن تفاوت بالنسبة إلى إيمان غيره (بيانه) أن إيمان زيد مثلا التصديق والقول لوجوبهما عليه بقيام الحجة عليه فيهما ولم تقم عليه حجة العمل فإنه يجب عليه أن يأتي بما قامت عليه به الحجة, ولا يجوز له أن يترك القول مثلا اعتمادا على التصديق ولا ينقص عنه بمعنى انه لا ينحط عنه فرض القول فإن قامت عليه حجة شيء من العمليات وجب عليه الإتيان وزاد عليه إيمانه حيث زاد عليه واجب عملي فإن زاد عمله آخر زاد الإيمان أيضا وهكذا ولا ينقص الإيمان بالنسبة على الشخص الواحد, فإنه وإن إنحط عنه فرضه يصير معه في حكم النفل, وهكذا ونقصان الإيمان الذي نفاه أصحابنا هو الإخلال بشيء من الواجبات لا رفع بعض المفترضات ولا يعتبرون نفس الإيمان من حيث هو هو أي مع قطع النظر عن محله الذي هو المكلف وعن عوارضه التي هي زيادة الفرائض ورفعها فإنه لا شك أن الإيمان بهذا الاعتبار متفاوت فإن إيمان زيد مثلا ناقص بالنسبة إلى إيمان عمرو إذا كان زيد كلف بفرائض دون فرائض عمرو, وهكذا إيمان عمرو زائد بالنسبة إلى إيمان زيد.
(واختلفت) الأشعرية في زيادة الإيمان ونقصانه مع اتفاقهم على أن الإيمان هو التصديق بأمور تعلم من الدين بالضرورة كما قدمنا.
Halaman 191