============================================================
اسهم الاسلام سهم، والصلاة سهم، والزكاة سهم، والحج سهم، والجهاد اهم، وصوم رمضان سهم، والأمر بالمعروف سهم، والنهي عن المنكر سهم، الاخاب من لا سهم له. رواه أبو يعلى الموصلي وغيره عن طريق الحارث(1)، عن عليى (1) الحارث بن عبد الله الأعور الهمداني، أبو زهير الكوفي، ويقال الحارث بن عبيد صاحب الا علي، تابعي جليل، وكان يتشيع لعلي رضي الله عنه وفضله على سائر الصحابة الار ضي الله عنهم جميعا، وهذا تكلموا فيه، وأول من تكلم فيه الإمام الشعبي رحمه الله حيث قال: إنه كذاب. ثم إبراهيم النخعي رحمه الله، فقال: إنه اتهم.
هذا هو منشأ الكلام في هذا التابعي الكبير، وكل من تكلم فيه، بعد هذين الإمامين عالة عليهما، والله المستعان.
الا من هنا أكتفي بنفي أصل التهمة عنه، إذ الفرع ينتفي بانتفاء الأصل، وأقول: الأصل تف جملة وتفصيلا.
اما جملة: فمدار هذه الأخبار الواردة عن الشعبي وإبراهيم النخعي، على المغيرة بن قسم الضبي مولاهم، الكوفي رحمه الله، قال ابن فضيل: كان يدلس، فلا يكتب إلا ما قال: حدثنا، وروايته هنا بالعنعنة ولم يصرح بالتحديث، وضعف الامام أحمد حديثه عن إبراهيم خاصة، وقال العجلي: كان عثمانيا.
لوكل واحد من هذه الأمور الثلاثة يكفي لرد هذه الأخبار إذا طبقنا القواعد التي الاو ضعها علماء الحديث، وخاصة كلام من يتعصب لعثمان لا يقبل فيمن يتعصب ال ل علي، فضلا عن أن يعتمد عليه في نيل عرض مثل هذا التابعي الجليل.
الاوأاما تفصيلا: فعلى فرض تبوت كلام الشعبي فيه، لا يقصد الكذب في حديث الار سول الله يلية، وإنما قصده الكذب في رأيه فقط وبدليل رواية الشعبي نفسه عنه، وثنائه عليه حيث يقول: شهد عندي ثمانية من التابعين الخين والخير منهم سويد بن غفلة، الوالحارث الهمداني. وهذا قال أحمد بن صالح المصرى رحمه الله: لم يكذب في الحديث إنما كذبه- يعني الشعبي- في رأيه، وقال الحافظ ابن عبد البر رحمه الله: وإنما نقم - ال ني الشعبي - عليه إفراطه في حب علي، وتفضيله على غيره.
الاو قال ابن سعد رحمه الله: كان له قول سوء وهو ضعيف في رأيه، وهذا القول من هذا الإمام حدد لنا مكان الضعف منه، وهو الرأي فقط، لأنه كان يرى فضل علي، على سائر الصحابة وما قاله ابن سعد هو الإنصاف. ولهذا جزم الحافظ ابن حجر رحمه الله بأن الشعبي إنما كذبه، في رأيه.
86
Halaman 87