وقد بنيت هذه المدينة على نهر النيفا - كما تقدم - وهو عظيم الاتساع، ولكنه ليس من الأنهر الطويلة، يختلف عرضه ما بين 260 مترا و650 وعمقه من 3 أمتار إلى 16، وهو داخل في العاصمة يقسمها سبعة أقسام، وله فروع وأجزاء يتكون منها جزر تدخل في عداد أحياء المدينة وتجعل لها رونقا وبهاء كبيرين، وقد مدوا في داخل المدينة ترعا كثيرة لا يقل عديدها عن 21 بني فوقها 150 جسرا أو قنطرة بعضها بالحديد والبعض بالحجر، ولكلها نوع جمال ودقة في الصناعة يمر فوقها الألوف مشاة، وتجري العربات وقطر الترامواي، وإذا تجمد الماء من تحت هذه الجسور في الشتاء قل مرور الناس عليها وكثر مشيهم على الجليد حتى إن العربات لتجري فوق ذلك الماء المتجمد ولا خطر عليها من الغرق. وأما بحيرة لادوجا التي يخرج منها هذا النهر العظيم فتعد من أكبر بحيرات أوروبا، مساحتها 18000 كيلومتر مربع، وطولها 200 كيلومتر، وعرضها 158. وهي جميلة المنظر يذهب إليها الناس للنزهة على تلك البواخر الكثيرة التي تروح وتجيء بين بطرسبرج وسواها. ولهذه البواخر تسعة خطوط ينشأ عن السير فيها حركة دائمة تدل إلى أهمية المدينة وعظيم شأنها، وليس يقتصر الأمر على هذه الخطوط البحرية؛ فإن في مدينة بطرسبرج خمس محطات للسكك الحديدية يسافر منها الناس إلى الضواحي وداخلية البلاد، وفيها 21 خطا للترامواي، ترى عرباتها ملأى بالمتنقلين من هنا ومن هنا في كل حين، وهي إذا أضيفت إلى الذي تراه من العربات في هذه المدينة كانت شيئا يفوق الحصر، ولا عجب فإن بطرسبرج مسكن الأمراء الفخام وأهل السعة ورجال الإدارة والأحكام وكبراء المتاجرين وسراة الروسيين.
ولما كانت هذه العاصمة حديثة النشأة وقد بنيت على النظامات الأخيرة، فهي ممتازة بانتظام أكثر شوارعها واتساع طرقها وميادينها وعدم وجود العوج والشذوذ في دروبها، ويمكن أن يجتمع في ميدان واحد من ميادينها الكثيرة مائة ألف نفس، وقد ساعدها على كل هذا وجودها في أرض منبسطة، واتساع المجال من ورائها، فأهلها ليسوا في حاجة إلى الحفر والردم ولا إبدال الأسوار القديمة والحصون بالطرق والمتنزهات كما فعل غيرهم في مثل فيينا وبرلين وباريس، إذا أرادوا التوسع في دائرة المدينة فعندهم أرض للضواحي عريضة طويلة من كل جانب، فلا عجب بعد هذا إذا اشتهرت بشوارع عظيمة فيها مثل شارع نفسكي الذي تقدم ذكره؛ لأنه أكبر ما في هذه العاصمة من الطرق المعروفة، طوله نحو خمسة آلاف متر، وهو يمتد في قلب المدينة من الشرق إلى الغرب، وفيه القصور الباذخة والمباني العمومية والكنائس الفاخرة والفنادق والمراسح والمخازن مملوءة بأنفس السلع وأجود الأبضعة، فالناس ينتابون جوانبه ألوفا مؤلفة في كل حين، ويتنقلون في الشوارع التي تتفرع منه لقضاء الحاجات الكثيرة، وهنالك يحلو التمشي للزائر؛ لأنه يرى عاصمة الروس بأبهى مظاهرها وجميع ما تحوي من أنواع الساكنين، هنالك يرى الزائر العربات صفوفا صفوفا تجرها الخيل الروسية المشهورة بكبر الخلقة وجمال المناظر، ولا مثيل لها في خدمة العربات؛ فهي يشتريها الناس لهذا الغرض من روسيا لجميع الأقطار، ومعظم الجياد الكبيرة التي تدق الأرض دقا ولوقع حوافرها رنة وطنين يأتي بها التجار من تلك البلاد. ويكثر أن تمر هنالك عربات الأمراء العظام من آل رومانوف وهم أصحاب الحكم في الدولة الروسية لهم أملاك في هذا الشارع كثيرة، وعدد البيوت التي يسكنونها لا يقل عن مائة في بطرسبرج وضواحيها؛ لأنهم عائلة كبيرة ولأكثرهم قصور منيفة ولهم رواتب من الدولة وأراض فسيحة تدر المال الوفير، فإذا مرت عرباتهم في مثل شارع نفسكي وغيره عرفها الناس من ملابس الساقة والخادمين؛ لأنها حمراء مزركشة بالقصب تحكي ملابس الغلمان الذين يقفون في خدمة العربات الخديوية في حفلات التشريفة الكبرى، والناس إذا مر بهم واحد من أعضاء العائلة القيصرية أبدوا الاحترام الكثير؛ لأن هذه العائلة العظيمة رفعت بلادهم إلى أوج العظمة، وامتاز أفرادها بعلو النفس وكرم الأخلاق وسمو التربية حتى إنه ليس في أوروبا كلها أمراء يمتازون عن أمراء الروس في حسن تربيتهم وعلو آدابهم وتمسكهم بالدين والفضائل.
وليس يقتصر الأمر على عربات الأمراء والسراة وأهل اليسار في شارع نفسكي؛ فإن عربات الأجرة المعروفة لا يقل عددها في تلك العاصمة عن 24 ألفا، وفيها فوق ذلك من أشكال الأمنبوس والترامواي ما يعسر عده، هذا غير أن الذين يخطرون في هذا الشارع لهم مناظر جميلة مختلفة الأنواع، ومن أهم أنواعهم الضباط من جيش روسيا وأساطيلها، وهم يلبسون الملابس الفاخرة تختلف ألوانها باختلاف الآليات التي يختصون بها، ويغلب بينها اللون الأخضر الزيتي، والقبعة السوداء تحكي الفرو في شكلها، وهي تقرب من طرابيش الجراكسة في الجيش العثماني، وأما ملابس رجال الحرس القيصري فتبهر الأنظار بجمالها وكثرة زخارفها؛ لأنها تكاد تكون من القصب والذهب، ومن فوقها خوذة صفراء تسطع وتلمع، وقد وضع في أعلاها تاج صغير مطلي بالذهب وفوقه صليب من الفضة، فلا تشبع العين من النظر إلى هذه الجنود وضباطها، وهم كثار يخطرون أو يمرون على ظهور الجياد فيستوقف منظرهم الأبصار، ولا حاجة إلى القول إن الجيش الروسي يمتاز بغير هذه الملابس وله شهرة في البسالة والقوة لا تزيد عنها شهرة، وقد تفردت هذه الدولة العظيمة بزيادة عدد الجنود الواقفة تحت السلاح في أرجائها الواسعة؛ فهي مجندة الآن نحو مليون جندي، وفي وقت الحرب لا يعسر عليها أن تجند عدة ملايين من الرجال.
ويزيد منظر هذا الشارع جمالا أن تلامذة المدارس الروسية يمرون فيه، والعادة عندهم أن التلامذة يلبسون بذلا تقرب من البذل العسكرية، سواء كانوا من تلامذة المدارس الحربية أو سواها، ولكل مدرسة نوع من البذل فإذا مرت بك فرقة من طلبة العلم حسبتها نفرا من الجند، وليس في بقية العواصم الأوروبية مثل هذا النظام، هذا غير أن عمال الحكومة ومستخدميها الملكيين يلبسون أيضا أنواعا معلومة من البذل، لكل مصلحة أو نظارة نوع خاص بها، وقد اقتدت المصارف الكبرى والمحلات التجارية الواسعة بمصالح الحكومة؛ فجعلت تميز عمالها ببذل خاصة بهم، فكيفما اتجهت في عاصمة الروس رأيت أناسا يلبسون نوعا لا يلبسه سواهم، وزادت لذة التفرج على المارة في شوارع بطرسبرج بسبب هذا التنوع في الملابس والتفنن الذي يجهل الغريب سره، وأما الواقف على الحقيقة فيمكن له أن يعرف كل من مر به ببذلة غير معتادة في أية المصالح هو، وهذا أيضا تمتاز به بطرسبرج لا يقرب منه في المدائن الأوروبية الأخرى إلا أن يكون امتياز عمال البريد والتلغراف بالملابس الخاصة.
ويرى المتأمل في هذا الشارع أيضا عامة الروس وفلاحيهم يأتون من القرى والضواحي بهيئتهم المعروفة فيزيدون منظر المدينة غرابة، والفلاح الروسي يعرف بصفرة فوق بياض الوجه، وقصر في القامة مع شيء من السمن، ولحية كثير شعرها ورأس كبير، يلبس الجبة الكبيرة وحولها منطقة من الجلد وحذاء طويلا يصل إلى الركبتين فيفيده في السير على الجليد وخوض السواقي الكثيرة، وقبعة من الصوف أو الفرو تشبه الطربوش الجركسي، وهو من أبسط الخلق حالا وأطيبهم قلبا وأكثرهم ورعا وتعبدا، فقل أن تلقى في الأرض رجلا يتمسك بدينه ويحترم رؤساء ملته مثل الفلاح الروسي، ولما كان القيصر رئيس الكنيسة الأرثوذكسية في بلاده فالناس هنالك والفلاحون - بنوع أخص - يحترمونه ويحبونه حب الرجل البسيط لمولاه ورئيس دينه، وهذا سر عظمة القياصرة الروسيين وسبب صولتهم العجيبة ونفوذهم الغريب. هنالك نرى أيضا النساء الفلاحات وهن عنوان صحة الجسم وبساطة القلب يرتدين جلبابا بسيطا من الشيت الأحمر، ويعتصبن بمنديل أحمر فيشبهن نسوة الشام في القرى منظرا، وهن يأتين مع الأزواج لبيع الحاصلات في العاصمة أو لمشترى الحاجات، ويدرن في هذا الشارع حاملات صررا من الملابس والزاد، وهنالك ترى باعة الطعام يدورون به منادين بلذته ومحاسنه وآخرين يبيعون الأحذية أو لعب الأولاد، وفي بدء كل شارع قوم يبيعون الشاي، وللروس ولع بشرب الشاي - كما تعلم - فهم والإنكليز سواء في استعماله، غير أن الإنكليز يشربون الشاي مع اللبن، والروس يؤثرون شربه بسيطا أو مع قليل من عصير الليمون، هذه كلها مناظر تعرض لك في شارع نفسكي إذا ما زرته فتمثل لك حال الدولة الروسية بكل فروعها، وتريك الفلاح البسيط الحقير والأمير النبيل الكبير، وتبسط أمامك درجات الحياة الروسية كلها فتغنيك عن السياحة في داخلية البلاد، وقل أن تجد مثل هذه الأشكال المتنوعة في قلب مدينة عظيمة أوروبية إلا أن يكون في الآستانة العلية، وهي مشهورة بكثرة الأجناس التي ترى فيها، والقاهرة وهي عاصمة قطر جمع ما بين أهل الغرب والشرق والشمال والجنوب، فترى هنا الأوروبي والأميركي في شوارع مصر يمشي وإلى جانبه أسود الوجه من سنار أو دارفور، وقليل مثل هذا في عواصم الأوروبيين.
والذي يقف في هذا الشارع العظيم يمكنه الوصول منه إلى كثير من مشاهد بطرسبرج المشهورة، من ذلك كنيسة كازان (العذراء) الكاتدرائية، ولها شهرة ذائعة في الخافقين؛ فإنها قائمة على 132 عمودا ضخما من الرخام تشبه عمد كنيسة القديس بطرس في رومة، وقد بنيت على النسق الكورنثي، وهو الذي تحيط به أعمدة كهذه، ولها قبة من النحاس الأصفر قطرها عشرون مترا، وقد طليت بالذهب فكأنما هي ذهب خالص بما تشع من الأنوار، وما يظهر لها من الجمال الساحر للأنظار، والقبة هذه قائمة على عمد عددها ستة وخمسون، قوائمها وتيجانها من النحاس الأصفر المغشي بالذهب أيضا، وفي جدرانها أعلام غنمها الروس في حروبهم الكثيرة مع الأتراك والنمسويين والألمان والفرنسيس والإيرانيين، وإلى جانب هذه الأعلام مفاتيح المدن التي دخلها جيش الروس عنوة وضعت كلها تذكارا لفعال الأبطال الذين غنموها، وعنوانا على فخر الأمة بجيشها الباسل، وأما هيكل الكنيسة وأيقونسطاسها فقد صنعا من الفضة الخالصة، وفي الكنيسة صور للعذراء كثيرة ورسوم أخرى دينية، ولم يقتصر الروسيون على تحلية هذه الأيقونات بالفضة والذهب بل هم رصعوها بحجارة الألماس الكبيرة (برلانتي)، وهذا إتقان خاص بالروسيين دون سواهم.
وفي هذا الشارع بعد الكنيسة المذكورة المكتبة القيصرية المشهورة، وهي من أعظم مكاتب الأرض في كثرة المجلدات إن لم تكن أعظمها، فيها نحو مليون وستمائة ألف كتاب مطبوع، وأكثر من أربعين ألف كتاب بخط اليد، وثمانون ألف رسم متقن لجوانب الأرض، وكل هذه النفائس الثمينة في خدمة الذين يطلبون العلم من أهل البلاد وساكنيها، وبناء المكتبة واسع فخيم له طبقتان، وقد قسم أقساما جمة: بعضها للكتب الدينية والبعض للكتب الفلسفية أو الطبية أو الرياضية أو غير هذا من مواضيع العلم والمعرفة، وقد رأيت فيها كتبا عربية قديمة العهد، منها ما كتب بخط اليد، ومنها ما هو مطبوع، وتوراة يونانية من الجيل الخامس وجدها الأستاذ تشندورف في دير طور سينا، وفي المكتبة أيضا معرض لأدوات الكتابة من أول أمرها إلى الآن ، وأول كتاب روسي طبع في هذه السلطنة، وغير ذلك من التحف التي لا تعد، وقد أسس هذه المكتبة العظيمة القيصر بطرس الكبير وعنيت القيصرة كاترينا بتحسينها من بعده، فأنت كيفما سرت في أنحاء المكتبة ترى رسوم هذا القيصر وهذه القيصرة؛ إقرارا بفضلهما وإحياء لذكر مآثرهما.
وإلى جانب المكتبة هذه حديقة مشهورة في بطرسبرج تعرف باسم حديقة ألكساندرة، أنشأها القيصر إسكندر الثاني وجعلها تذكارا لكاترينا الثانية، وهي أعظم القياصرة بعد بطرس الكبير، وقد نصب فيها تمثال هذه القيصرة في عنقها وسام القديس أندراوس أقدم وسامات الدولة الروسية، وفي يمينها صولجان الملك، وفي اليسار تاج ومن حولها تماثيل الرجال الذين اشتهروا بخدمة الدولة الروسية في أيامها سواء في الحرب أو في السياسة أو في العلم والصناعة، وكل ذلك صنع على أجمل نظام، وبين أغراس وأزهار بهية وطرق نظيفة مرصوصة بالحصى تزيد منظر تلك الحديقة رونقا وبهاء.
وفي آخر هذه الحديقة مرسح ألكساندرة، وهو من المراسح الكبيرة قائم على عمد كورنثية وله قاعة من داخله تضم ألفي سامع للتمثيل، وللروس ميل إلى الروايات الفرنسية، فهم يستحضرون الأجواق الكبيرة من فرنسا ويدفعون إليها المال الطائل فوق الذي تمدهم به الحكومة من الصلات، وليس يقتصر حب الروسيين على الروايات الفرنسية، بل هم مغرمون بآداب اللغة الفرنسية كلها، وأهل الطبقة العليا منهم يتكلمون هذه اللغة كما يتكلمها أصحابها، وهم يستعملونها في بيوتهم ومع صحبهم وخلانهم كأنما هي لغة أجدادهم ويقرءون المؤلفات الفرنسية كما يقرأها أهل فرنسا، ويؤلف كثيرون منهم بهذه اللغة فلا يجهلها غير الفلاحين والخدمة من الروسيين، وقد تأصل فيهم هذا الميل من عهد بطرس الكبير الذي استعان بأساتذة من الفرنسيس على تمدين بلاده وزاد من جيل إلى جيل.
وفي هذا الشارع قصور عديدة للأمراء والسراة لا يستفيد القارئ من عدها، وأشهرها قصر نقولاي كان جلالة القيصر الحالي يقيم فيه مدة كان ولي العهد، وينتهي هذا الشارع بدير نفسكي الشهير، وهو مقام رئيس الأساقفة وأعظم أديرة روسيا شهرة وثروة يعد أحد الأديرة القيصرية، وهي ستة : منها ثلاثة في روسيا، أولها دير نفسكي هذا والثاني في ترويستا والثالث في كييف، وثلاثة في الخارج هي، دير طور سينا ودير أورشليم ودير أثوس عند مدخل الدردنيل في بلاد الدولة العلية، ودير نفسكي هذا مبني على شكل حصن عظيم تحيط به الخنادق والأسوار القوية، وهو أغنى أديرة روسيا بما له من الأوقاف وما فيه من الكنوز والذخائر، بدأ به بطرس الكبير على مثل ما تقدم ووهبته الإمبراطورة إليصابات سنة 1752 ما استخرج من الفضة مدة سنة كاملة من مناجم روسيا التي اكتشفوها وقتئذ، فبلغ ذلك 1800 كيلو، وأهديت إليه هدايا لا حصر لها ولقيمتها، فزينت كنيسته بالذهب في أكثر جوانبها وعلقت فيها الأيقونات الثمينة المرصعة وملئت جوانبها بالمصابيح الفاخرة والنقوش البديعة، حتى إن منظر هذه الكنيسة في داخل الدير ليعد من أجمل ما تراه العين، وإلى يمين الكنيسة قبر القديس نفسكي الذي نقله بطرس الكبير من موسكو، وقد صنع القبر من الفضة الخالصة، وفوقه إنجيل مغشى بالفضة وصليب من الذهب وأمامه شمعدانان كبيران من الفضة هبة القيصر إسكندر الأول، وتحف أخرى لا محل لذكرها، وعيد هذا القديس من الأيام المشهورة في روسيا تقام له صلوات ويحضر القيصر بنفسه صلاة العيد في كنيسة هذا الدير، وأكثر الأحيان يتناول الغداء مع رئيس الأساقفة بعد الصلاة في منزله الكائن داخل سور هذا الدير العظيم. وفي فناء الكنيسة مدافن لبعض أمراء الأسرة القيصرية وأشراف الدولة الروسية وهو- بوجه الجملة - من المشاهد العظيمة في هذه العاصمة.
Halaman tidak diketahui