2
أظهر مروان بن محمد الخلاف له، فإذا مات يزيد وولي الخلافة أخوه «إبراهيم» لم يتم له الأمر لاضطراب الأحوال
3
ومناوأة الجعدي له، والحروب التي أشعل نارها ضده وانتهت بهزيمة إبراهيم، فإذا بويع للجعدي ثار عليه أهل حمص، فلا يكاد يخضعهم له حتى يسمع بخلاف أهل الغوطة وحصارهم دمشق، فلا يكاد يهزمهم جيشه حتى يثور أهل فلسطين، فيرسل إليهم من يهزمهم، ثم يشق عصا الطاعة «سليمان بن هشام بن عبد الملك» ويجتمع إليه من أهل الشام عدد كبير، فإذا هزمه مروان هرب سليمان إلى حمص فألب عليه أهلها، فلا يكاد يهزمه مروان حتى يهرب إلى «تدمر».
هكذا تفرقت كلمة بني أمية، واشتغلوا بقتال أنفسهم عن قتال أعدائهم، فلم يصغ مروان الجعدي إلى نصائح نصر بن سيار وتحذيره من استفحال دعوة العباسيين لأنه كان مشغولا بالانتقام من أقاربه وأبناء أسرته. (2) توحيد الدعوة ضد الأمويين
كان من أكبر الطامحين إلى الخلافة أسرتان عظيمتان، الأسرة العلوية والأسرة العباسية، وكان كل منهما يدعو إلى نفسه، وقد فطن العباسيون إلى ما في ذلك من تفرق الكلمة، مع حاجتهم إلى الاتحاد ضد عدوهم المشترك، فأعملوا جهودهم في حل هذه العقدة، حتى وفقوا إلى حيلة عجيبة - كما يقول الأستاذ نيكلسون - واهتدوا إلى نداء شامل تنضوي تحته دعوتا الأسرتين.
فالعلويون أبناء علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم!
والعباسيون أبناء العباس بن عبد المطلب بن هاشم.
فالعباس وعبد المطلب أعمام النبي يلتقيان معه في جدهم هاشم، ففيم الخلاف وتشتيت الكلمة؟ لتكن الدعوة إذن باسم جدهم هاشم. وقد نجح العباسيون في هذه الحيلة حتى إذا أدركوا غايتهم، انفردوا بالأمر وحدهم. (3) أسباب أخرى
بقي هناك أسباب كثيرة أخرى لا يتسع المقام لتفصيلها فلنجتزئ بذكر أهمها، وهي: (1)
Halaman tidak diketahui