صلى الله عليه وسلم
على المدينة، ورأى اليهود يصومون في يوم عاشوراء قال: ما هذا؟ قالوا: هذا صالح، يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى. قال: فأنا أحق بموسى منكم. فصامه فأمر بصيامه، وكانت اليهود تعده عيدا.
قال «الواقدي» ص170: إن اليهود كانوا يوقدون النيران في الليل ليرشدوا السائرين، وليدعوهم إلى الضيافة والإكرام كما كان يفعل العرب إعلاء لشرفهم وصيانة لمجدهم، كذلك قرض اليهود الشعر بالعربية.
كذلك يؤخذ مما رواه الواقدي ص277 وابن هشام في الجزء الأول ص68 أن أفرادا من اليهود كانوا يجيئون إلى مكة للتجارة وغيرها، وأن المكيين أنفسهم كانوا يقصدون إلى خيبر ليجلبوا منها حلي آل أبي الحقيق، وأن كعب بن الأشرف قد جاء إلى مكة ليرثي قتلى بدر، وأن وفود يهود بني النضير جاءت إلى مكة لتحزب الأحزاب يوم الخندق بعد الهجرة، وأن رجال مكة كانوا يجلبون العبيد من اليهود. وفي فتوح البلدان للبلاذري (ص63 طبع مكة) أن قليلا من اليهود قد سكنوا مكة والطائف وغيرها، وفي ابن هشام جزء 1 ص22 أن النبي محمدا كان إذا صلى صلى بين الركنين البراني والأسود، وجعل الكعبة بينه وبين الشام.
قبيل ظهور الإسلام
وقد حدثت قبيل ظهور الإسلام، حروب عظيمة بين بطون يثرب، عرفت بيوم بعاث دامت سنين طويلة، كما ظهرت حركة سياسية قوية بين زعماء الحجاز، كل منهم طامع في الاستئثار بالحكم، وظهرت نهضة فكرية عظيمة كان من أثرها أن أصبحت القلوب صالحة لقبول دعوة دينية جديدة، وصارت الديانة الوثنية موضع السخرية جهرا عند بعض المفكرين (راجع ص90 «من تاريخ اليهود في بلاد العرب بقلم ولفنسون»، والأغاني في ص40 جزء 14 وجزء 3 ص179).
يهود خيبر
جاء في كتاب «تاريخ الإسلام: تأليف عبد الوهاب النجار» أن خيبر مدينة تبعد عن «المدينة المنورة» نحو ميل في شمالها الغربي. كان سكانها من أشجع اليهود وأقواهم شوكة، كما كانوا من أشد الناس إيذاء لرسول الله، فكان سيدهم أبو رافع بن أبي الحقيق من ألد أعدائه
صلى الله عليه وسلم ، وكان هو وكعب بن الأشراف في إيذاء رسول الله كفرسي رهان. فلما استشرى شره أرسل رسول الله، عبد الله بن عتيك الخزرجي، فاحتال له واقتحم عليه حصنه وقتله بين ولده وأهله ليكفي رسول الله شره. ولما قتل أبو رافع ألقى اليهود بمقاليد الرياسة فيهم لأسير بن رزام. وقد قتل أصحاب الرسول «أسيرا» هذا لمحاولته الغدر: وكان ذلك في السنة السادسة من الهجرة.
ويقول الكتاب نفسه: «إن لليهود في كل زمان ومكان شهرة بالثروة ووفرة المال والكسب؛ لهذا رغب المخلفون من الأعراب الذين تخلفوا عن الحديبية أن يعرضوا أنفسهم على رسول الله يريدون الخروج معه لقتال أهل خيبر رجاء أن يصيبوا من متاع الحياة الدنيا ما يسد جشعهم، فقال رسول الله للمتخلفين: أن تخرجوا إلا رغبة في الجهاد. أما الغنيمة فلا أعطيكم منها شيئا. ثم سار الجيش «الإسلامي» حتى نزل على خيبر، والقوم «اليهود» غارون لا يعلمون بنزوله، وحاصرهم المسلمون وافتتحوها حصنا حصنا إلا حصنين منها. وقد أبلى علي بن أبي طالب وغيره من المسلمين بلاء حسنا، وقتل من المسلمين خمسة عشر رجلا، ومن اليهود ثلاثة وتسعون. وقد انتهى أمر من كانوا بالحصنين بالتسليم طالبين حقن دمائهم، وأن يخرجوا من أرض خيبر بذراريهم، ولا يصطحب الواحد منهم إلا ثوبا واحدا على ظهره، فأجابهم رسول الله إلى ذلك. وهذه عاقبة البغي الوبيل.
Halaman tidak diketahui