قلم مختص بالسريان الغربيين؛ أي اليعاقبة والموارنة ، وبه تكتب السريان الآن، وتستعملة مطابع أوروبا. (3)
قلم مختص بالملكيين في بلاد الشام قبل أن يتخذوا العربية لغة لهم، وهو شبيه بالعامي. (4)
القلم الفلسطيني، وهو مختص بالملكيين في فلسطين.
ثم إن الأقلام القديمة: قلم المندوبين أو الصبا تعد أقدم من السطرنجيلي، وقد نشأ من البابلي ثم العربي، وهو ناشئ من السرياني كما تقدم. وهذا محقق وثابت من المشابهة القوية بين العربي الأصلي، أي الكوفي، والسطرنجيلي، ومن ترتيب الأبجدية، ومن مشابهة الحروف المقطوعة إلا الهاء والصاد والتاء، ومن عددها، ومن كون أن العرب كانوا يكتبون آثارهم بالسريانية. وبالإجمال لم يكشف أحد إلى اليوم كتابة بالعربية سابقة لعهد الإسلام، ثم الجرشوني «الكرشوني عند العامة» كلام عربي يكتب بالسريانية، ظهر في نواحي القرن السابع لإخفاء ما يرغب تدوينه، والجرسوني بالسين كتابة الملباربو الهنديون المسيحيون. على أنني لم أوفق إلى الوقوف على أصل اشتقاق كلمة جرشوني، بل أعتقد بأنها منسوبة إلى اسم أول من كتبها، وهو «جرشون»، وهو اسم دارج قديما.
بقي أن نلمع إلى: أي قلم من الأقلام السريانية والمتولدة منها أفضلها حسنا وطرافة؟ إن مذاهب الناس تختلف في أمر الحسن النظري، فمنهم من قال: إن السطرنجيلي الأظرف ثم اليوناني ثم اللاتيني ثم المربع؛ أي العبراني، ثم النسطوري ثم العامي ثم اليعقوبي ثم البقية. ووضع بعضهم اليعقوبي في الأول، غير أن كثيرين يضعون المربع في المقدمة.
أما نظام الحركات فلم يكن له أثر قبل القرن الثامن. ثم تألفت تدريجيا من نقط صغيرة وكبيرة وخطوط وحروف. فالعبرانيون أول من وضعوا نظام الحركات قبل انتهاء التلمود، ثم تعلم السريان من اليهود طريقة الحركات الخمس القائمة الآن من وضع يعقوب الرهاوي، ثم تبعهم العرب في بدء ظهور الإسلام. غير أن السريان الغربيين استعاروا من اليونانيين الحروف الأربعة أ و ح ع للحركات. واتخذ النساطرة طريقة النقط الصغيرة، واليعاقبة والموارنة النقط الصغيرة والكبيرة . وأما السامريون الملكيون فلا يزالون يستعملون لغاتهم بلا حركات.
وبالاختصار، فإن اللغة السريانية كانت منتشرة في جانب عظيم من آسيا الغربية قبل التاريخ الميلادي بأكثر من ألفي سنة، ودخلت فلسطين في القرن الثامن ق.م. ثم عمت بلاد اليهود كلها في القرن السادس وجانبا عظيما من المملكة الفارسية، وبلغت آدابها أوج الكمال في عصرها الذهبي، وقد دام هذا إلى الجيل الرابع الذي ظهر فيه فحول العلماء، وتأسست مدرسة سلوق في العراق، ومدرسة الرها والنصيبين في الجزيرة. ومن أشهر الذين نبغوا في هذه اللغة برديصون الملحد وإفرهاط الحكيم الفارسي، وأفرام الملفان، وبالاي، وفورلونا، وماروثا، وإسحاق الإنطاكي، ورابولا، ويعقوب الرهاوي، وغريغوريوس الشهير، وغيرهم. وقد دام هذا العصر إلى القرن التاسع، ثم أخذت في التقهقر تدريجيا إلى القرن الثالث عشر حتى وفاة غريغوريوس بن العبري، وبذهابه سقطت ولم تقم من سقطتها إلى يومنا هذا. (3) نظرة إجمالية في المقارنة بين اللغات السامية (1)
إن المشابهة ظاهرة في أسماء الحروف الأبجدية ولفظها ما عدا الحرفين ض ظ، ثم في كتابتها من اليمين إلى اليسار. (2)
في قسمة الحروف إلى صحيحة ومعتلة، وأساسية واستخدامية، وحروف المعاني، وواو العطف، وغيرها، وفي الحركات. (3)
في كثير من الأوزان للأسماء والنعوت وأسماء الآلة والمكان وغيرها. (4)
Halaman tidak diketahui