وفي الحالة الرابعة: يصعب على البيادة السير تحت حماية الطوبجية، كما أنه يصعب على هذه ضبط المسافات وإصابة مواقع العدو؛ لأنها ليست سهلا منبسطا يسهل فيه استعمال المدافع، كما أنه يصعب أيضا سير الدبابات؛ لأن التلال ذات الارتفاع الشاهق يقدر ميله من 60 في المائة إلى 80 في المائة، وبذلك لا ترجى أية فائدة من المدفعية أو الدبابات فهي لا تقدم ولا تؤخر، وهناك عامل مهم وهو أن الإيطالي لا يمكنه مجاراة الإثيوبي في تسلق التلال والجبال والنزول منها، وخذ مثلا من الأعرابي المصري الذي يتسلق الهرم وينزل منه في ثماني دقائق، وانظر إلى الأجنبي الذي يحتاج لمدة ساعة أو أكثر لهذه العملية.
وفي الحالة الخامسة: لا يمكن لأي جيش أن يسير بعساكر ظمآنين، انظر إلى ما يصيب الجندي الآن في مدينة مصوع أو أسمرة وهو في حالة سلام وينام على سرير وتحت سقف؛ لترى أن المياه لا تكفيه لسد كل احتياجاته من غسيل جسم وملابس وشرب، وتصور حالته عند الزحف وتركه المدينة حيث يسير في أجواء وأراض ذات تيبوغرافية مختلفة بعيدا عن الراحة، ويكون فراشه الخنادق وغطاؤه السماء ووساده بندقيته، وربما لا يتسنى له الحصول على نصف لتر!
وفي الحالة السادسة: قد تتوقف سيارات اللوري - أقصد الحملة - وهي التي تحمل المؤن والذخائر وأدوات التلغراف والتلفون التي لا يمكن للجيش الإيطالي أن يتقدم خطوة بدونها، هذه حالة المناطق التي تقدم إيطاليا على المغامرة فيها، على أن هناك كثيرا من المناطق المعتدلة الصحية الصالحة للعمليات العسكرية، ولكني أقصد بما ذكرت وصف أعظم بلاد إثيوبيا، ومنها المناطق المتاخمة لحدود الصومال الإيطالي والإثيوبي، والتي لا بد لإيطاليا من الهجوم من أحد نواحيها. وعلى ذلك فلا يمكننا أن نبني ونقيس ما هو منتظر من النتائج. (19) العلم الحبشي
أنشأه منليك، وهو كثير النقوش، في وسطه أسد يهوذا وفي قبضته الصولجان وعلى رأسه تاج الملك.
وهناك أعلام محلية لملوك الحبشة ورءوسها. (20) أديس أبابا
أنشأها الإمبراطور منليك سنة 1896 على سفح جبال أونتوتو، وترتفع عن سطح البحر بمقدار 2500 متر تقريبا، ومعنى «أديس أبابا» «الزهرة الجديدة»، وسقوف منازلها من الزنك، وتحيط بها أشجار اللبخ والكافور، وترويها فروع من نهر هواش، ومساحتها كبيرة، وقد خططت تخطيطا عصريا، وفي وسطها القصر الملكي «الجبي»، وعدد سكانها حوالي مائة ألف نسمة بينهم أربعة آلاف أوروبي، عدا المهاجرين من البلاد المجاورة واليمن، وقد اندمجوا في السكان الأصليين.
وقد أنشأ الإمبراطور الحالي برلمانا للحبشة. (21) النقود الحبشية والبنك الحبشي
أساس العملة الحبشية هي «التالير» وهو الريال النمسوي المضروب باسم ماري تريزي، ووزنه 28 جراما وقيمته عشرة قروش مصرية تقريبا، وللحبشة عملة اسمها الريال الإثيوبي وعليه صورة منليك الثاني، ولكنه غير متداول ويشبه في شكله الريال النمسوي، وأجزاء الريال هي نصف الريال وربعه والقرش، على أن أكثر الأهالي يتعاملون بالمبادلة بين السلع.
وفي سنة 1905 أصدر النجاشي أمرا ملكيا بإنشاء بنك إثيوبيا، وجعل من اختصاصه حق سك النقود وإصدار أوراق البنكنوت والقيام بأعمال البنوك على اختلاف أنواعها، وهذا البنك يعاني اضطرابا بسبب الأزمة الحالية. (22) المستر وليم فرانك ريكيت وامتيازه
حصل مستر ريكيت من إمبراطور الحبشة في أغسطس سنة 1935 على امتياز الزيت في نحو نصف البلاد الحبشية، وقد أثار هذا الامتياز ضجة، وقيل إنه مندوب عن شركة إنجليزية أمريكية. وقد تخلت شركة استاندارد فاكوم الأمريكية عن الامتياز بتأثير الحكومة الأمريكية، وأعلنت الحكومة البريطانية بأنه لا علاقة لها بهذا الامتياز، الذي وضع صيغته سعادة توفيق دوس باشا، ومن شروطه أن يشترك في الشركة ومجلس إدارتها إثيوبيون وأمريكيون، وفي العمل عمال مصريون، ويقال إن قيمة الامتياز بين 15 و20 مليونا من الجنيهات، وإن الإمبراطور قبض مبلغا مقدما، وإن شركات أخرى نالت امتيازات.
Halaman tidak diketahui