يذكر المطلع على تاريخ مصر الحديثة أن محمد علي باشا لما صدر له فرمان السلطنة العثمانية بولايته على مصر بتاريخ 9 يوليو سنة 1805 على أن يدفع جزية سنوية قدرها 4000 كيس «5 ملايين فرنك». اطمأن لذلك بعض الاطمئنان، ومع ذلك لم يكن مطلق الأمر إلا في الوجه البحري من مصر، أما في الإسكندرية فقد كان يدير شئونها ضابط مندوب من السلطان، وبقي الأمر في الوجه القبلي لأمراء المماليك، وأصبحت السلطة لهم في الصعيد، واستمر محمد بك الألفي يناهض محمد علي باشا مستعينا عليه بإنجلترا، حتى وعدها إن عادت إليه السلطة في مصر أن يسلم إليها أهم الثغور المصرية، وعاونهم في ذلك سفير إنجلترا في الأستانة، ولكنهم أخفقوا في سعيهم بسبب معاونة مسيو «دروفتي» قنصل فرنسا بالإسكندرية لمحمد علي باشا؛ فقد استمال رجال عثمان البرديسي من المماليك إلى جانب محمد علي للقضاء على محمد بك الألفي عدوهما المشترك.
وأخيرا كتب النجاح التام لمحمد علي باشا بأن توفي البرديسي في نوفمبر سنة 1806، ثم الألفي في يناير سنة 1807، وصفا له الجو بعدهما.
غير أن إنجلترا كان قد ساءها فشل مساعيها في الأستانة لمعاونة الألفي كما ذكرنا، فأنزلت بمصر في 17 مارس سنة 1807 نحو سبعة آلاف إلى ثمانية آلاف من الجنود الإنجليزية لتبعث الحمية في نفوس المماليك ومد يد المساعدة إليهم؛ فاستولت على مدينة الإسكندرية بقيادة الجنرال «فرازر»، ومكثت ستة أشهر من دون أن تتمكن من الإقدام على عمل آخر، وتوجهت شرذمة من ذلك الجند إلى رشيد، وهناك التقت بالعساكر الألبانية التي أسرع بجمعها محمد علي باشا، فانهزمت الشرذمة الإنجليزية، ووقع عدد كبير منها في الأسر، أرسلوا إلى القاهرة ثم أطلق محمد علي باشا سراحهم بدون فدية؛ مما عدته إنجلترا شهامة منه. ولما رأت إنجلترا فشل هذه الحملة اضطرت إلى الجلاء عن مصر في يوم 14 سبتمبر سنة 1807.
كتابة اللغة الأمهرية (اللغة الرسمية الحبشية).
الغازات والأسلحة الجهنمية
أثار تهديد إيطاليا بغزو الحبشة، احتمال استخدام إيطاليا لمختلف الاختراعات الجهنمية الحديثة، كتسليط الضوء على الآلات بأنواعها فتقف في التو واللحظة، وكنشر الغازات الخانقة، وقد استحضرت جمعية الشبان المسلمين وغيرها كمامات، وبحثت وزارة الحربية والجمعية الطبية ومصلحة الصحة العمومية في الغازات والوقاية منها.
كمامة واقية من الغازات ومعها أجزاؤها: القناع، الأنبوبة، ومرشح الهواء، والكيس.
رجل بكمامته الواقية من الغازات.
وقد نشرت جريدة «الأهرام» في عددها الصادر في 17 سبتمبر سنة 1935 مقالا لحضرة الدكتور عبد الواحد الوكيل عن الغازات السامة في الحرب الجوية، كان مما ورد به ما يلي: الغازات السامة: كنهها وخطرها وطرق الإغارة بها.
يمكن تقسيم الغازات السامة المعروفة إلى الآن إلى أربعة أنواع حسب مفعولها في الإنسان: (1)
Halaman tidak diketahui