============================================================
المسائا المشكلة فإذا ساغ كان التأكيد أيضا أسوغ، لأنه قد يحسن حيث لا يحسن غيره من الأسماء.
وقوله: عند الناس: العامل فيه (خير)، ولا يجوز أن يكون متعلقا بالمبتدأ المحذوف على أن يكون التقدير: فنحن خير عند الناس منكم، يريد: نحن عند الناس خير منكم، لأنك إن نزلته على هذا التنزيل فصلت بين الصلة والموصول بما هر آجني منهما ومتعلق بغيرهما.
وإذا قدرت اتصاله بلاخير) لم يكن فصل، كما لم يكن فصل بافيها) من قولك: (أحب إلى الله عز وجل فيها الصوم). فعلى هذا وجه هذا البيت، وهو حسن سائغ ويجوز على وجه آخر، وهو: أن يجعل (خيرا) صفة مقدمة يقدر ارتفاع (نحن) به، كما يجيز أبو الحسن في: قائم الزيدان، أن ارتفاع الزيدين ب (قائم)، فلا يقع على هذا أيضا فصل بشيء يكره ولا يجوز، لأن (نحن) على هذا مرتفع ب (خير)، إلا أن ذا قبيح؛ لأن (خيرا) وبابه لا يعمل عمل الفعل إذا جرى على موصوفه إلا مستكرها قليلا، فإذا كان حاريا على الموصوف قليلا قبيحا إعماله في الظاهر، كان إعماله مبتدأ غير جار على شيء أقبح وأشد امتناعا. والوجه الأول حسن سائغ فإن قال قائل: أيجوز أن يكون في قوله: فخير نحن عند الناس منكم، على أن يخمل (خير) خبر ابتداء مقدما، ويكون (منكم) غير صلة، ولكنها ظرف، كأنه: فخير نحن عند الناس منكم، كالبيت الآخر الذي أنشده أبو زيد أيضا: ولست بالأكثر منهم حصى وإنما العزة للكاثر(1) وتقديره: ولست بالأكثر منهم لا على حد: هو أفضل من زيد، ألا ترى: أن الألف واللام تعاقب (من) هنا.
فالجواب: أن ذلك على هذا التقدير بعيد، وليس القصد له، ولا المعنى عليه، انما يريد: نحن خير منكم، وأن الفزع إلينا، والاستغاثة بنا، نسد ما يسدون، ونمنع من الثغور ما لا يمنعون، ألا ترى: أن بعد هذا البيت: ولم يثق العواتق من غيور بقيرته وخلين الحجالا(2) (1) البيت للأعشى. انظر ديوان الأعشى ص106.
(2) البيت منسوب في نوادر آبي زيد ص21 إلى زهير بن مسعود الضبي:
Halaman 163