============================================================
المساتا المشكلة والآخر: أن تكون (ذا) مع (ما) منزلة (الذي): واستدل على إجرائهم (ذا) مع (ما) كمنزلة اسم واحد بقوله عز وجل: ماذا أثزل ربكم قالوا خيرال [النحل:30]، ولو كان بمنزلة (الذي) لكان الوجه الرفع، واستدل أيضا على إحرائها منزلة اسم واحد بقوهم: عم اذا تسأل فقالوا: لو كان (ذا) لغوا، لقالوا عم ذا تسأل: وأما إجراؤهم (ذا) مع (ما) منزلة (الذي)، فنحو قولهم: ماذا رأيت؟
فتقول: متاغ حسن، ويقول لبيد: ألا تسألان المرء ماذا يحاول. أنحب فيقضى أم ضلال وباطل (1) وبقوله عز وحل: (اماذا أثزل ربكم قالوا أساطير الأولين [النحل: 24]، كأنه قال: ما الذي أنزل ربكم؟ قالوا: أساطير الأولين، أي: الذي أنزله أساطير الأولين، قال: ولو كان (ذا) منزلة (الذي) في هذا الموضع البتة، لكان الوجه في: ماذا رأيت، إذا أجاب: خير.
يريد: أته لو لم يكن (ماذا) على ضربين، كما ذكرته مرة منزلة اسم واحد، ومرة (ذا) منزلة (الذي)، وكانت منزلة (الذي) البتة، لكان الوجه إذا قيل له: ماذا رأيت، أن يقول: خير، إذا أحاب، وليس الأمر كذلك، لأنه قد جاء: اماذا أيزل ربكم قالوا خيرا. فهذا لم يجي على أن (ذا) بمنزلة (الذي) . وحاء في موضع آخر: ماذا أيزل ريكم قالوا أساطير الأولين)).
فدلنا ذلك على أن (ماذا) على وجهين، وكلا الوجهين قد جاء به التنزيل، ولا يسوغ أن ثقدر فيه أن الجواب فيه ليس على قدر السؤال، لأن ذلك ليس بالوجه، وأنشد سيبويه في هذا الحد هذا البيت، وقال سمعناه من العرب الموتوق بهم وهو: دعي ماذا عملت سأئقيه ولكن بالمغيب تبئيني(2) قال: (فالذي) لا يجوز في هذا الموضع، و(ما) لا يحسن أن تلغيها. وقال أبو الحسن: في تفسير هذا البيت: جعل (ما)، و(ذا) منزلة (ما) وحدها. ولا يجوز آن (1) البيت للبيد، انظر: شرح ديوان لبيد ص130.
(2) البيت في الكتاب 4،5/1، وهو غير منسوب.
Halaman 144