============================================================
المسائا المشكلة وحواب، فالأول سبب ما وقع وما لم يقع وإنما حسن أن تحذف الفعل بعد (لما) ولم يحسن ذلك في (لم)؛ لأنهم لما استعملوها ظرفا في قولهم: لما جيت حيت، وقعت موقع الأسماء فأشبهتها، فلما أشبهتها حسن أن لا يقع الفعل بعدها، ولم يحسن ذلك في (لم) وأخواةا؛ لأنها لم تقع في مواقع الأسماء فلم تشبهها.
ومن ذلك قولهم: افعل هذا آثرا ماء فاما) ها هنا زائدة لازمة، فيما ذكره سيبويه.
ومنه قولهم: إتك ما وخيرا، فهذا حكاية سيبويه، وتقديره: إنك ما وخيرا مقرونان، وخبره استعمل مضمرا.
ومنه قوهم: (سيما) في نحو قوهم: ولا سيما زيد، وهي تستعمل في الاستثناء وغيرها، وذلك قوهم: جاعني القوم لاسيما زيد، فلرسي) منتصب بالا)، والخبر مضمر، وإنما يصلح أن تعمل (لا) فيه، وإن كان مضافا إلى معرفة، لأنه بمنزلة (مثل) فالإضافة إلى المعرفة لا تخصصه كما لا تخصص (مثلا)، والجملة في موضع نصب لوقوعها موقع الاسم المستثيي، فهذا استعمالهم لها في الاستثناء: وإما استعمالها في غير الاستثناء فقوله: ولاسيما يوم بدارة جلجل(1)0 فهذا ليس موضع الاستثناء. فإن شئت جعلت الظرف خبرا، وإن شئت جعلته صفة، وأضمرت الخبر. و(ما) في هذه المواضع لازمة.
فإن قلت: ما تنكر أن تكون (ما) غير لازمة في (سيما) لإنشاد من أنشده: ولا سيما يوم، يريد به (الذي)؟
فالجواب: أن الزائدة لما كانت على لفظ التي هي معنى (ما) كره احتماعها فاستغني عنها بالزيادة ها، ألاترى: أثهم قالوا: (مهما)، فغيروا اللفظ كراهة لاجتماع اللفظين وقول القائل: لما أنسيت شكرك..00000...
وتشبيهها إياها بالموصولة أشد من هذا، وفي التنزيل: اولقد مكناهم فيما (1) البيت لامري القيس، وصدره: الا رب يوم صالح لك منها:
Halaman 118