============================================================
المسائا المشكلة والدليل على أن (ما) في قوله: (ربما يود الذين كفروا لا يجوز أن تكون لغوا، ولا التي مع الفعل منزلة المصدر، أنها لو كانت زائدة، لوجب أن يضمر بعد (رما) (أن)، ولو أضمرت لنصبت الفعل، كما نصبت بعد سائر حروف الخفض، ولو نصبت الفعل بعده كان غير جائز، لأن (أن) مع الفعل ممنزلة المصدر المخصوص المعروف، فإن (يوذ الذين كفروا بمنزلة ود الذين كفروا، وإذا تعرف الاسم لم يدخل عليه (رب)، لأنها لا تعمل إلا في اسم شائع غير مختص، لوقوع المنكور بعدها دالا على اكثر من واحد، وهذا مما تختص به النكرات دون المعارف.
فلا يجوز هذا أن تكون (ما) فيه زائدة، ولهذا بعينه لا يجوز أن تكون التي مع الفعل بمنزلة المصدر، لأن تلك مع الفعل مختص، كما أن (أن) مع الفعل كذلك، ويبعد أن تجعلها الني هي اسم منكور أيضا على أن يكون التقدير: رب شيء يوده الذين كفروا، لأن المعنى ليس على أنهم يودون شيئا، إنما الذي يودونه الإسلام لو كانوا منهم، ويودون لو كانوا مسلمين.
وما حاء في التنزيل وفي غيره من كلامهم قبل (لو) من: (وددت) فمعلق برلو)، كقوله: "اوثوا لو ثذهن فيدهنون [لقلم: 9]، ولايومنذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرضل4 [لساء: 42)، ولأوودوا لو تكفرون لن تتفعكم أرحامكم) [لتحة: 2، 3]، و{ ودوا لو تكفرون كما كفروا ) [النساء: 89].
وقول الشاعر: يودون لو يقدونني بتفوسهم...
فعلى هذه الكثرة تحمل الآية أيضا، فإذا لم يجز أن تكون الزائدة، ولا التي مع الفعل بمعى المصدر، ولا النافية، ولا المنكورة ثبت أنها الكافة، وثبت هذه الدلالة القائمة في هذا الحرف جواز دخوها على ما أشبهه، نحو: (كما) في قوله: ........كما لايشت(2) قال سيبويه: سألت الخليل عن قول العرب: انتظرني كما آتيك، فزعم أن (1) وهو صدر بيت لأبي ذؤيب الهذلي وعحزه: ومثني الأواقي والقيان التواهد.
(2) وهو جزء من رجز لرؤبة وتمام الرجز لا تشتم الناس كما لا ثشتم
Halaman 105