تعتبر من أكثر المراكز ازدهارًا بهم في تلك الفترة، فتفقه على عدد من علمائها، وقام بها قريبًا من سنتين، ثم شد رحاله إلى مدينة حلب سنة (٧٩١هـ) فسمع على عدد من علمائها، وحفظ بها (عمدة الأحكام) لموفق الدين ابن قدامة و(مختصر الخرقي) وتفقه بها على القاضي شهاب الدين ابن فياض ١ وقرأ على برهان الدين إبراهيم بن محمد بن صُديق من صحيح البخاري من أول باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة وفضل المساجد إلى آخر باب صلاة الكسوف جماعة ٢، وناب بحلب في القضاء والخطابة بجامعها الكبير، وكانت إقامته بحلب حوالي إحدى وعشرين سنة ٣
ثم رحل إلى بيت المقدس سنة (٨١٢هـ) وأقام بها قريبا من ست سنوات، ثم عاد إلى دمشق مرة أخرى ثم رحل إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة واستجازه الأعيان فيها ٤ حتى استقر به المطاف في آخر الأمر فأقام بمكة سنة (٨٥٢هـ) وبقي بها إلى أن توفي.
خامسًا: شيوخه:
تتلمذ المصنف خلال رحلته العلمية تلك في مختلف البلدان على عدد من علمائها وتفقه بهم وقرأ عليهم شتى العلوم والفنون.
_________
١ الضوء اللامع ٤٣٠٩:٦، السحب الوابلة ٣٤٤-٣٤٥.
٢ انظر: صحيح البخاري ٢١:١-١٨٦.
٣ التبر المسبوك ٣٦٣.
٤ شذرات الذهب ٢٨٦:٧.
1 / 16