وعلى آله وأصحابه ساداتنا الكرام، وعلى أئمتنا وعلمائنا السادة الأعلام، وبعد:
فهذه مسائل يحتاج إليها العاقد، ولا يستغني عنها الصادر والوارد، وسميتها:
(المسائل المهمة فيما يحتاج إليه العاقد عند الخطوب المدلهمة) نقلتها من المغني١
_________
(١) المغني من مؤلفات موفق الدين أبي محمد عبد الله بن أحمد بن محمد ابن قدامة المقدسي، المتوفي سنة (٦٢٠هـ) وهو شرح لـ (مختصر) أبي القاسم عمر بن الحسين الخرقي، المتوفي سنة (٣٣٤هـ) وقد اشتهر هذا المختصر في المذهب، ولم يخدم كتاب في المذهب مثل ما خدم، ولا اعتني بكتاب مثل ما اعتني به، حتى بلغت شروحه ثلاثمائة شرح، وأعظم شروحه وأشهرها (المغني)، وهو من أعظم الكتب الفقهية الجامعة لمذاهب الأئمة الفقهاء، وطريقته في هذا الشرح أن يكتب المسألة من الخرقي، ويجعلها كالترجمة، ثم يأتي على شرحها وتبيينها، وبيان ما دلت عليه بمنطوقها ومفهومها ومضمونها، ويبّين غالبا روايات الإمام أحمد – ﵀ – في المسألة، ويذكر أقوال أصحاب المذاهب الأربعة وغيرهم من مجتهدي الصحابة والتابعين وتابعيهم وما لهم من الدليل والتعليل، ثم يرجع قولًا من تلك الأقوال على طريقة فن الخلاف والجدل ويتوسع في فروع المسألة.
قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام المتوفي سنة (٦٦٠هـ): ما رأيت في كتب الإسلام مثل (المحلى) لابن حزم وكتاب (المغني) لابن قدامة في جودتهما، وتحقيق ما فيهما، ولم تطب نفسي بالإفتاء حتى صار عندي نسخة من (المغني) .
وقد طُبع الكتاب عدة طبعات مختلفة، وكان آخرها وأجودها تحقيقًا وطباعة بتحقيق كل من د. عبد الله بن عبد المحسن التركي، ود. عبد الفتاح الحلو.
وانظر: كشف الظنون ١٧٥١:٢، ١٦٢٦، المدخل لابن بدران ٤٢٤-٦٢٧مقدمة المغني، ومقدمة المقنع.
1 / 53