Masail Manthura Fi Tafsir

Ibn Barri d. 582 AH
18

Masail Manthura Fi Tafsir

مسائل منثورة في التفسير والعربية والمعاني

Penyiasat

حاتم صالح الضامن

Penerbit

فرزة من مجلة المجمع العلمي العراقي - الجزء الأول

Lokasi Penerbit

المجلد الحادي والأربعون

فالجواب: لأنّ الآية الأولى في اليهود (٦ أ) وهم عرفوا صحة نبوة محمد ﷺ، من التوراة فكذّبوا وافتروا على الله ما لم يكن في كتابهم. والثانية نزلت في مشركي العرب، فلم يكن عندهم كتاب فيرجعوا إليه، فكان ضلالهم أشدّ وبعدهم عن الرشاد أتمّ وإن كانوا كلّهم ضلّالا مفترين. سؤال ما الحكمة في قوله في سورة النّساء: إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا (١) وقال في الأحزاب: شَيْئًا (٢)؟ فالجواب: لأنّ ما في سورة النساء وقع في مقابلة السوء المذكور في قوله: لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ (٣)، فاقتضت المقابلة أن يكون بإزاء السوء الخير. وأمّا في الأحزاب فوقع بعد قوله: وَاللَّهُ يَعْلَمُ ما فِي قُلُوبِكُمْ (٤)، فاقتضى العموم، و(شيء) من أعمّ العموم. مسألة إن قيل: ما الفائدة في قوله تعالى: إِذا أَثْمَرَ (٥) وقد علم أنّه إذا لم يثمر لم يؤكل منه؟

(١) آية ١٤٩. (٢) آية ٥٤: إِنْ تُبْدُوا شَيْئًا. (٣) النساء ١٤٨. (٤) الأحزاب ٥١. (٥) الأنعام ١٤١: كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ. وينظر: فتح الرّحمن ١٧٨.

1 / 18