98

Masail Lakhkhasaha Ibn Cabd Wahhab

مسائل لخصها الشيخ محمد بن عبد الوهاب من كلام بن تيمية (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الجزء الثاني عشر)

Penyiasat

-

Penerbit

جامعة الأمام محمد بن سعود،الرياض

Nombor Edisi

-

Lokasi Penerbit

المملكة العربية السعودية

Genre-genre

Fikah
Usul Fiqh
وفي الحديث: "إن الله لو عذب أهل سماواته وأرضه لعذبهم وهو غير ظالم، ولو رحمهم لكانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم" ١، فهذا في بيان عدل الرب وإحسانه، وتقصير الخلق عن واجب حقه من الملائكة والأنبياء.
(١٠٨) وقال في الكلام على قوله تعالى: ﴿قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ﴾ ٢
الآيتين: لما ذكر أن من السلف من ذكر أنهم من الملائكة، ومنهم من ذكر معهم الإنس، ومنهم من ذكر أنهم من الجن، يذكرون جنس المراد به الآية على التمثيل، كما يقول الترجماني لمن سأله عن الخبز فيريه رغيفا، والآية هنا قصد بها التعميم لكل ما يدعى من دون الله. فكل من دعا ميتا أو غائبا من الأنبياء والصالحين سواء كان بلفظ الاستغاثة أو غيرها فقد تناولته هذه الآية، كما تناول من دعا الملائكة والجن. ومعلوم أن هؤلاء يكونون وسائط فيما يقدره الله بأفعالهم، ومع هذا فقد نهى عن دعائهم، وبين أنهم لا يملكون كشف الضر عن الداعين ولا تحويله، لا يرفعونه بالكلية ولا يحولونه من موضع إلى موضع، أو من حال إلى حال، كتغيير صفته أو قدره، ولهذا قال: ﴿وَلا تَحْوِيلًا﴾ فذكر نكرة تعم أنواع التحويل. وقال تعالى: ﴿وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الأِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا﴾ ٣، كان أحدهم إذا نزل بواد يقول: أعوذ بعظيم هذا الوادي من سفهائه، فقالت الجن: الأنس تستعيذ بنا، فازدادوا رهقا، وقد نص الأئمة كأحمد وغيره على أنه لا تجوز الاستعاذة بمخلوق، وهذا مما استدلوا به على أن كلام الله غير مخلوق، لما ثبت عنه ﷺ

١ أبو داود: السنة (٤٦٩٩)، وابن ماجه: المقدمة (٧٧)، وأحمد (٥/١٨٢،٥/١٨٥،٥/١٨٩) .
٢ سورة الإسراء آية: ٥٦.
٣ سورة الجن آية: ٦.

1 / 102