الأعمال. والذين كرهوا ما أنزل الله كفار، وأعمال القلب من الإيمان، وكراهة ما أنزل الله كفر. ودخول الظالم لنفسه الجنة لا يمنع أن يعذب قبله. وقوله: ﴿لا يَصْلاهَا إِلَّا الْأَشْقَى﴾ ١ لا يخلو إما أن يكون الصلي نوعا من التعذيب، كما قيل: إنه الإحاطة، وأهل القبلة لا تحرق منهم مواضع السجود، أو تكون نارا مخصوصة، ومثاله تنازع القدرية النافية والمجبرة فقالوا جميعا: الإرادة هي المحبة، فقالت النافيه: هو يحب العمل الصالح ويكره الكفر والفسوق والعصيان، فلا يكون مريدا له لقوله: ﴿وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ﴾ ٢، ﴿وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ﴾ ٣.
(١٢٠) من أصيب بمصيبة بسبب ما جاء به الرسول فبذنوبه،
ليس لأحد أن يعيب ما جاء به، لكون فيه جهاد الكفار والمنافقين. كما أنه لا يجوز أن يقول أحد بسببه نزول القرآن ونزوله بكلام العرب اختلفت الأمة في التأويل، واقتتلوا إلى أمثال ذلك، فإن هذا من كلام الكفار. والذين قالوا لرسلهم إنا تطيرنا بكم، فقالوا لهم: ﴿طائركم معكم﴾ وقال تعالى عن آل فرعون: ﴿فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ﴾ ٤، وقال كما أمر بالجهاد وإن من الناس من يبطىء عنه: ﴿أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ﴾ ٥..