[(1) الحارث بن عبد المطلب]
فأما الحارث بن عبد المطلب وهو أكبر هم، فإن عبد المطلب لما رأى ملك الحبشة ذهب به معه، فدعاه الملك إلى منادمته فقال عبد المطلب: لا أشرب شيئا يشرب عقلي.
فهو أول من حرم الخمر في الجاهلية على نفسه.
قال له الملك: فالحارث.
فقال: هو رجل أملك بنفسه.
فدعاه الملك فأجابه؛ وكانت له وفرة حسنة، فرأته امرأة الملك فعلقت به، وراسلته فأجابها يقول:
لا تطمعي فيما لدي فإنني .... كرم منادمتي عفيف مئزري
أسعى لأدرك مجد قوم سادة .... عمروا قطين البيت عند المشعر
فاقني حياءك واعلمي أني امرؤ .... آبى بنفسي أن يغير معشري
أو أن أزن بجارتي أوكنتي .... أو أن يقال صبا بعرس الحميري
قال: ثم إن الملك زود عبد المطلب كعكا وجراب وسمة، فلما ورد منزله خضبته ابنته أميمة، فلما نظر إلى سواده أعجب به فهو حيث يقول:
فلو دام لي هذا الخضاب حمدته .... وكان بديلا من شباب قد انصرم
تمليت منه والحياة لذيذة .... ولا بد من موت أمامة أو هرم
Halaman 179