[ثالثا: صفة مجلسه صلى الله عليه وآله وسلم]
قال: فسألته عن مجلسه؟
فقال: كان رسول الله لا يجلس ولا يقوم إلا عن ذكر، لايوطن الأماكن، وينهى عن إيطانها، وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي المجلس، ويأمر بذلك، ويعطي كل جلسائه نصيبه، ولا يحسب أن أحدا أكرم عليه من جلسائه منه، من جالسه أو أقامه لحاجة صابره حتى يكون هو المنصرف، ومن سأله حاجة لم ينصرف إلا بها أو بميسور من القول، قد وسع الناس منه قسطه وخلقه، فصار لهم أبا وصاروا عنده في الحق سواء، مجلسه مجلس حكم وحياء وصبر وأمانة، لا ترفع فيه الأصوات، ولا يؤبن فيه الحرم ولا تثنى فلتاته، متعادلين يتفاضلون بالتقوى، متواضعين، يوقرون فيه الكبير، ويرحمون فيه الصغير، ويؤثرون ذا الحاجة، ويحفظون الغريب.
Halaman 161