198

Masabih Satica

المصابيح الساطعة الأنوار

Genre-genre

Ilmu Al-Quran

يقول الله سبحانه: نزلناه عليك قليلا قليلا، ثم قال سبحانه لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا))

فنحمد الله على مانور بذلك من حجته بمنه ورحمته تنويرا.

ثم أخبر سبحانه أن قد أنزله وتأويل ذلك أنه قد جعله الله كله في ليلة واحدة فقال تبارك وتعالى: ((إنا أنزلناه في ليلة القدر)) و((إنا أنزلناه في ليلة مباركة)) [الدخان:3] فأبطل بذلك كل حجة لمن كفر مظلمة مهلكة، فكان ذلك من قدرته ما لا ينكره أهل الجاهلية من أقر بمعرفته.

وقد يمكن أن يكون تأويل ((إنا أنزلناه)) هو تنزيله سبحانه من السماء السابعة العليا إلى من كان من الملائكة في السماء الدنيا، وقد ذكر عن أمير المؤمنين علي صلوات الله عليه أن ذلك هو تأويل ((إنا أنزلناه)) وبيانه فأي التأويلين جميعا تؤل فيه وقع بإنزاله كله عليه.

ولوكان إنما أراد بذلك إنزاله على محمد صلى الله عليه وعلى أهل بيته وسلم لكان إنما نزل إليه مفرقا ومقطعا غير مجمل من الله، وإنما قال الله: ((إنا أنزلناه)) فأوقع التنزيل على كله لا على بعضه، وقال لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم : ((إن الذي فرض عليك القرآن)) [القصص:85] فأخبر سبحانه بفرضه، والفرض: هو التقطيع والتفصيل كما يقول القائل للشيء إذا أمر بقطعه أفرضه وفصله، ليقطعه.

Halaman 210