194

Masabih Satica

المصابيح الساطعة الأنوار

Genre-genre

Ilmu Al-Quran

وقالت اليهود كما قال الله جل جلاله عن أن يساويه شيئ ويماثله: عزير ابن الله فلحقوا بالنصارى في الكفر بالله، وشبهوا الله ببعض حالات خلقه في الهيئة والقوى، وزعموا أنه جالس على عرش هو سرير، وأنه لا يتوهم له قرار في جو ولا هواء، فإن له مقعدا من العرش والكرسي ومستوى، وتأول من شبهه من هذه الأمة في ذلك مايقول الله سبحانه: ((الرحمن على العرش استوى)) وأمروا أن يكونوا حنفاء فكانوا جورة حمقاء.

((حنفاء)) والحنيف: هو الطائع المستقيم الخاشع، وأمروا أن يصلوا له فصلوا لغيره معه، فمنهم من صلى لإثرة صنم، ومنهم من صلى لعيسى بن مريم صلى الله عليه، ومنهم من صلى لمن شبهه بآدم صلى الله عليه في الصورة واللحم والدم، ومنهم من صلى لمن هو عنده نور من الأنوار، وجسم مسدس المقدار له زعم جهات ست، خلف وأمام ويمين ويسار، وفوق وتحت، فتعالى الله عما قالوا كلهم علوا كبيرا، وجل وتقدس عن أن يكون لنفسه من خلقه مثلا ونظيرا، وكيف يكون عابد ذليل كعزيز معبود من لم يزل دائما مشبها لما كان طول الدهر غير موجود.

ثم قال سبحانه في دينه وصفته: ((وذلك دين القيمة)) تأويل ذلك أن كل ما أمر به فمن الأمور المرشدة الهادية المستقيمة.

Halaman 206