Masabih Satica
المصابيح الساطعة الأنوار
Genre-genre
ثم قال عليه السلام: وقد ثبت التخصيص لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (صلاة النهار عجماء)بما ذكرناه. يعني بما ذكر من الأخبار في الجهر بالبسملة.
ويحتمل أن الله سبحانه أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يجهر بها إرغاما لأنوف الكافرين، وشدا لظهور المؤمنين، لأن المؤمنين رضي الله عنهم كرهوا محوها، والمشركين كرهوا إثباتها كما هو مذكور في سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
ثم قال عليه السلام: ولأنه قد وقع الجهر بالتكبير والتسليم فيها أيضا ولم يخرجها عن كونها عجماء، وثبوت الجهر في صلاة الجمعة والعيدين والكسوف، على أن راوي (صلاة النهار عجماء) كان عاملا لإمام الفئة القاتلة لعمار على المدينة.
وقد روي أن رواية الجهر عنه صلى الله عليه وآله وسلم رواتها فوق عشرين صحابيا، ورواية الإخفاء لم يروها إلا ابن مغفل وهي ضعيفة، وأنس وهي معلة.
ثم قال عليه السلام: وقال سعد الدين التفتازاني في التاريخ مالفظه: أما حديث الجهر بالتسمية فهو عندهم من قبيل المشهور حتى أن أهل المدينة احتجوا على مثل معاوية، ورده على ترك الجهر، وهو مروي عن أبي هريرة وأنس إلا أنه يعني أنسا اضطربت رواياته فيه لسبب أن عليا رضي الله عنه كان يبالغ في الجهر، وحاول معاوية محو آثاره، وبالغوا على الترك فخاف أنس.
وروى الذهبي في تذكرة الحفاظ عن ابن شهاب أنه كان يقول: أول من قرأ بسم الله الرحمن الرحيم بالمدينة سرا عمرو بن سعيد بن العاص.
Halaman 155