Masabeeh al-Durar fi Tanasub Ayat al-Qur'an al-Karim wa al-Suwar
مصابيح الدرر في تناسب آيات القرآن الكريم والسور
Penerbit
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
Nombor Edisi
العدد١٢٩-السنة ٣٧
Tahun Penerbitan
١٤٢٥هـ
Genre-genre
على حسب النّزول.. وَقد ذكر فِي مقدمته منهجه الَّذِي سَار عَلَيْهِ، وَقد جَاءَ فِيهِ: «٨ - الاهتمام لبَيَان مَا بَين آيَات وفصول السُّور من ترابط، وَعطف الْجمل القرآنية على بَعْضهَا: سياقًا، وموضوعًا - كلما كَانَ ذَلِك مَفْهُوم الدّلَالَة -، لتجلية النّظم والترابط الموضوعي فِيهِ، لِأَن هُنَاكَ من يتَوَهَّم أَن آيَات السُّور وفصولها مَجْمُوعَة إِلَى بَعْضهَا بِدُونِ ارتباط وانسجام، فِي حِين أَن إمعاننا فِيهَا جعلنَا على يَقِين تَامّ بِأَن أَكْثَرهَا مترابط منسجم» (١) .
وَمِنْهَا: (نَحْو تَفْسِير موضوعي لسور الْقُرْآن الْكَرِيم)، للأستاذ الشَّيْخ مُحَمَّد الْغَزالِيّ ﵀، وَالَّذِي كَانَ همُّه الأساس فِيهِ أَن يعمد إِلَى محاولة رسم (صُورَة شمسية) لكل سُورَة - بِحَسب تَعْبِيره -، لتتبين روحها الْخَاصَّة.. وَفِي ذَلِك يَقُول: «.. والهدف الَّذِي سعيت إِلَيْهِ أَن أقدم تَفْسِيرا موضوعيًا لكل سُورَة من الْكتاب الْعَزِيز. وَالتَّفْسِير الموضوعي غير التَّفْسِير الموضعي. الْأَخير يتَنَاوَل الْآيَة أَو الطَّائِفَة من الْآيَات؛ فيشرح الْأَلْفَاظ والتراكيب وَالْأَحْكَام. أما الأول؛ فَهُوَ يتَنَاوَل السُّورَة كلَّها، ويحاول رسم صُورَة شمسية، لَهَا، تتَنَاوَل أَولهَا وَآخِرهَا، وتتعرف على الروابط الْخفية الَّتِي تشدُّها كلَّها، وَتجْعَل أَولهَا تمهيدًا لآخرها، وَآخِرهَا تَصْدِيقًا لأولها..» (٢) .. وحول طَرِيقَته فِي ذَلِك يَقُول: «..إِنَّنِي أخْتَار من
_________
(١) التَّفْسِير الحَدِيث، مُحَمَّد عزة دروزة، دَار إحْيَاء الْكتب الْعَرَبيَّة (عِيسَى الْحلَبِي)، ط ١، ١٩٦٢ م، ١/٧
لم يذكر الْغَزالِيّ ﵀ أَن الْأُسْتَاذ سيد قطب هُوَ أول من استخدم هَذَا التَّعْبِير الموحى فِي الْكَلَام عَن سور الْقُرْآن، وَذَلِكَ فِي كِتَابه الْعَظِيم (فِي ظلال الْقُرْآن): وَقد كَانَ الْإِنْصَاف يَقْتَضِيهِ ذَلِك، كَمَا صنع فِي الْإِشَارَة إِلَى ريادة الشَّيْخ الدكتور مُحَمَّد عبد الله دراز فِي مجَال التَّفْسِير الموضوعي.. رَحْمَة الله على الْجَمِيع!
(٢) نَحْو تَفْسِير موضوعي ...، ص ٥
1 / 52