29

Masabeeh al-Durar fi Tanasub Ayat al-Qur'an al-Karim wa al-Suwar

مصابيح الدرر في تناسب آيات القرآن الكريم والسور

Penerbit

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

Nombor Edisi

العدد١٢٩-السنة ٣٧

Tahun Penerbitan

١٤٢٥هـ

Genre-genre

وَفِي مَوضِع آخر من كِتَابه هَذَا يَقُول الشَّيْخ الفراهي:
«الْمُنكر للنظم لَا محيص لَهُ من أحد ثَلَاثَة أَقْوَال:
فإمَّا أَن يَقُول بِأَن السُّورَة لَيست إِلَّا آيَات جُمعتْ بعد النَّبِي (من غير رِعَايَة ترتيبٍ كَمَا وُجِدتْ فِي أَيدي النَّاس.
وَإِمَّا أَن يَقُول بِأَنَّهَا اختلَّ نظمها، لما أَن الْآيَات الَّتِي أدخلت بَين الْكَلَام المربوط قطعت النّظم.
فكلا الْقَوْلَيْنِ ظَاهر الْبطلَان، ومبنيٌّ على الْجَهْل الْفَاحِش بِجمع الْقُرْآن وترتيبه، ومواقع الْآيَات المبيِّنة والمفصَّلة بعد النّزول الأول.
أما الأول؛ فَلِأَن السُّور كَانَت متلوَّةً فِي عهد النَّبِي (، وَأمر الله النَّبِي بالتلاوة حسب تِلَاوَة جِبْرِيل - كَمَا صرَّح بِهِ الْقُرْآن -، وَقد كَانَ النَّبِي (يعلِّم النَّاس السُّورَة بالتمام، وَيسمع مِنْهُم، فَهَذَا الْقُرْآن الْمَجْمُوع فِي الْمَصَاحِف لَيْسَ إِلَّا على نسقٍ، جَاءَ بِهِ جِبْرِيل ﵇، وقرأه على النَّبِي (فِي تِلَاوَته الْأَخِيرَة. وَلَو صحَّ مَا زُعم، فَلم أَمر الله نبيه بِاتِّبَاع قِرَاءَة جِبْرِيل؟ ﴿وَلم كَانَ يَأْمر بِوَضْع الْآيَات بمواقعها الْخَاصَّة؟﴾ .
وَأما الثَّانِي؛ فَلِأَن الْآيَة المدخولة لَا تقطع النّظم إِذا أدخلت فِي مَوضِع يَلِيق

1 / 41