Marham Cilal Mucdila
مرهم العلل المعضلة في الرد على أئمة المعتزلة
Penyiasat
محمود محمد محمود حسن نصار
Penerbit
دار الجيل-لبنان
Nombor Edisi
الأولى
Tahun Penerbitan
١٤١٢هـ - ١٩٩٢م
Lokasi Penerbit
بيروت
ثمَّ قَالَ حَدثنِي أبي عمر بن الْخطاب قَائِلا بَيْنَمَا نَحن جُلُوس عِنْد رَسُول الله ﷺ ذَات يَوْم إِذْ طلع علينا رجل شَدِيد بَيَاض الثِّيَاب شَدِيد سَواد الشّعْر لَا يرى عَلَيْهِ أثر السّفر وَلَا يعرفهُ منا أحد حَتَّى جلس إِلَى النَّبِي ﷺ فاسند رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ وَوضع كفيه على فَخذيهِ وَقَالَ يَا مُحَمَّد أَخْبرنِي عَن الْإِسْلَام فَقَالَ ﷺ (الْإِسْلَام أَن تشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول الله وتقيم الصَّلَاة وتؤتي الزَّكَاة وتصوم رَمَضَان وتحج الْبَيْت إِن اسْتَطَعْت إِلَيْهِ سَبِيلا فَقَالَ صدقت فعجبنا لَهُ يسْأَله ويصدقه قَالَ فَأَخْبرنِي عَن الْإِيمَان فَقَالَ أَن تؤمن بِاللَّه وَمَلَائِكَته وَكتبه وَرُسُله وَالْيَوْم الآخر وتؤمن بِالْقدرِ خَيره وشره قَالَ صدقت قَالَ وَأَخْبرنِي عَن الْإِحْسَان قَالَ أَن تعبد الله كَأَنَّك ترَاهُ فَإِن لم تكن ترَاهُ فَإِنَّهُ يراك قَالَ فَأَخْبرنِي عَن السَّاعَة قَالَ مَا الْمَسْئُول عَنْهَا بِأَعْلَم من السَّائِل قَالَ فَأَخْبرنِي عَن أمارتها قَالَ أَن تَلد الْأمة رَبهَا وَأَن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشَّاء يتطاولون فِي الْبُنيان قَالَ ثمَّ أَنطلق فَلَبثت مَلِيًّا ثمَّ قَالَ أَتَدْرِي من السَّائِل قلت الله وَرَسُوله أعلم قَالَ فَإِنَّهُ جِبْرِيل أَتَاكُم يعلمكم دينكُمْ) أخرجه البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَالْبَيْهَقِيّ وَغَيرهم
وَقَوله يتقفرون هُوَ بِتَقْدِيم الْقَاف على الْفَاء وَمَعْنَاهُ يطلبونه ويتبعونه هَذَا هُوَ الْمَشْهُور وَقيل مَعْنَاهُ يجمعونه وَرَوَاهُ بَعضهم بِتَقْدِيم الْفَاء وَهُوَ صَحِيح أَيْضا وَمَعْنَاهُ يبحثون عَن غامضه ويستخرجون خُفْيَة
وَرُوِيَ فِي غير مُسلم يقتفون بِتَقْدِيم الْقَاف وَحذف الرَّاء وَهُوَ صَحِيح أَيْضا وَمَعْنَاهُ أَيْضا يتبعونه وَقَالَ بَعضهم يتقعرون بِالْعينِ وَفَسرهُ بِأَنَّهُم يطْلبُونَ قَعْره أَي غامضه وخفيه وَمِنْه متقعر فِي كَلَامه إِذا جَاءَ بالغريب مِنْهُ وَفِي رِوَايَة بَعضهم يتفقهون بِزِيَادَة الْهَاء وَهُوَ ظَاهر
1 / 85