ثم قال بحسرة: هل تذكر رفيقتي القديمة التي هجرتني أيام الحرب؟ .. سمعت أنها أنجبت مني ولدا، ولكني لم أعثر لهما على أثر!
فسألته: أتحب أن يكون لك ولد؟
فضحك متجاهلا سؤالي، ثم قال: أنا سعيد بزوجتي، ولا أفكر في الزواج من أخرى!
ثم ضحك عاليا وقال: والزواج من أخرى يعني بالنسبة لي الخراب أو التأبيدة!
وتنهد وهو يقول: كل شيء يهون بالقياس إلى ما وقع لصديقنا الشهم رضا حمادة!
فقلت مستعيدا حزني كله: إنه أعظمنا شخصية، وأسوأنا حظا.
فقال بحنق: قارن بين حظه وحظ ابن القديمة خليل زكي. - أي نعم، يا لها من مقارنة ساخرة. - ذلك هو الحقير الشرير، أما أنا! .. ما عيب تجارة المخدرات؟! - المسألة أني أخاف عليك العواقب. - فلنذكر عاقبة رضا حمادة الذي لم يتاجر في المخدرات قط!
وأصر على اصطحابي إلى بيته العامر بالدراسة. ولكن ندر اللقاء بيننا، وربما مرت أعوام دون لقاء على الإطلاق، أو يقع لقاء مصادفة في مقهى الفيشاوي، ولا أنسى يوم أقبل علي في الأسبوع التالي للنكسة، كنت جالسا وحدي أجتر الهم الثقيل الذي لم أعرف له نظيرا من قبل، سلم وجلس ثم بادرني متسائلا: هل يقضي احتلال سيناء على التهريب حقا؟!
أحنقني سؤاله، اعتبرته غاية ما بعدها غاية في الاستلقاء خارج الزمن، وأدرك بذكائه استيائي فسكت، ومضى يدخن النارجيلة صامتا .. ثم تمتم: كعادتك دائما لا شيء يهمك مثل السياسة ووجع الدماغ.
فسألته بضيق: الظاهر أنك لم تسمع بما وقع؟
Halaman tidak diketahui