فقلت ببراءة: ولكن الوفد يدعو إلى الجهاد المشروع!
فضحك وقال: دعك مما يقولون.
ثم قال بحنق: لا نجاة لنا إلا بإبادة السراي وأحزاب الأقلية، ثم نواجه الإنجليز كتلة واحدة!
وقد أحب ثريا رأفت وأراد أن يخطبها وهو طالب بكلية الحقوق. لم يصارحني بذلك في حينه كما لم أبح له بعلاقتي بها في حينها، ولكني عرفت الحكاية عقب النكسة! كان رضا ضمن المجتمعين في مكتب سالم جبر، الذي تراءت فيه ثريا رأفت، وتقابلنا بعد ذلك في بيته بمصر الجديدة فسألني: أتذكر السيدة التي كانت في مكتب سالم جبر؟
فقلت باهتمام: ثريا رأفت.
فضحك قائلا: كانت من أهل السكاكيني وقد أحببتها وأنا طالب في الحقوق حتى عزمت على خطبتها لولا ... - لولا؟ - لولا أن رأيتها بصحبة صديقنا عيد منصور!
وعند ذاك قصصت عليه قصتي معها!
وتخرج رضا في الحقوق عام 1934 فاشتغل بالمحاماة. ومات أبوه تاركا له ثروة لا بأس بها، وبزغ نجمه ككاتب سياسي، كما رسخت قدمه في المحاماة. وانتخب نائبا عن دائرتنا في انتخابات 1942، وكانت موقعة 4 فبراير قد هزتني من الأعماق، ورمت بوفديتي في أزمة خانقة. وصارحته بذلك فقال لي: إني أعتقد أن مصطفى النحاس قد أنقذ الوطن والعرش!
فقلت بأسى: تصور أن الدبابات البريطانية تجيء بزعيم البلاد رئيسا للوزارة!
فقال بإصرار: لقد كان الإنجليز أعداءنا، ولكنهم اليوم يقاتلون في الجانب الذي نرغب في أن ينتصر. - ثمة خطأ يفري روحي كالسم!
Halaman tidak diketahui