ثم غلب المرح على الجلسة، وضجت الحجرة بالقهقهات وبخاصة عندما انضم إلينا المرحوم الشيخ زكريا أحمد.
وغادرت البيت مساء بعد أن دعاني إلى الاجتماع به صباح الجمعة بمسكنه الخاص بشامبليون .
وفي صباح اليوم التالي قرأت في الأهرام نعيه.
نعيه؟!
أجل نعيه.
فقد غادر مسكنه في الثامنة مساء، فزلت قدمه فوق قشرة موز ففقد توازنه وسقط فارتطم رأسه بحافة الطوار وسرعان ما فاضت روحه في ثوان معدودات أمام باب العمارة.
حنان مصطفى
سمعت صوتا يناديني فتوقفت عن السير متلفتا إلى الوراء؛ فرأيت سيدة في الحلقة السادسة تنظر نحوي بعينين زرقاوين باسمتين، تطلعت إليها لحظات متسائلا ثم اقتحمني التذكر، والعرفان كنفحة من عبير الأزهار، فهتفت: حنان!
فقالت فيما يشبه الامتنان: نعم .. حنان .. كيف حالك؟
وتصافحنا بحرارة ونحن نميل إلى جانب من الطوار، وراحت تقول: تذكرتك بسهولة، لم تتغير تغيرا يذكر، وخفت ألا تتذكرني، ولكن الظاهر أنني لم أتغير بصورة تدعو لليأس، ماذا جاء بك إلى جليم في مايو أم إنك مقيم هنا في الإسكندرية؟ - بل جئت لاستئجار شقة للصيف، وأنت؟ - نفس السبب، وحدك؟ - نعم. - وأنا كذلك.
Halaman tidak diketahui