ويقول في سورة المدثر:
يا أيها المدثر * قم فأنذر * وربك فكبر * وثيابك فطهر * والرجز فاهجر * ولا تمنن تستكثر * ولربك فاصبر .
ثم يقول في سورة الأحزاب:
يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا * وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا * وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا * ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا .
ويقول في سورة الجمعة:
هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين * وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم * ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم .
فمن هذه الآيات وآيات أخرى كثيرة في القرآن الكريم نفهم أن الله أرسل رسوله لينذر الذين لا يؤمنون به بما أعد لهم من بأس شديد عنده، ويبشر الذين يؤمنون به بما لهم عنده من أجر كريم خالدين فيه أبدا.
والله يفصل هذا البأس الشديد في القرآن حين يصف البعث وما يكون بعده من حساب عسير للكافرين به. وما يكون بعد هذا الحساب العسير من عذاب شديد متصل لا انقطاع له.
والله يفصل كذلك في القرآن هذا الأجر الكريم الذي أعده للمؤمنين به حين يصف الجنة ونعيمها وخلود المؤمنين في هذا النعيم المقيم.
والنبي حين ينذر ويبشر يعلم أوسع العلم وأعمقه وأدقه ما ينذر به وما يبشر، يعلمه من ربه من طريق الوحي حين ينزل عليه القرآن ليتلوه على الناس، وحين يلهمه من العلم والحكمة ما يتحدث به إلى الناس حديث الواعظ المخوف وحديث المؤدب المعلم. فهو بشير ونذير ومعلم أيضا.
Halaman tidak diketahui