وقال له:
ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره ، وربما عرض عليه عمر بن الخطاب أو غيره من أصحابه أن يقتلوا بعض المنافقين فلم يأذن لأحد منهم في ذلك.
وقد روى الشيخان أن شيئا من الخصومة وقع بين رجل من المهاجرين ورجل من الأنصار في غزوة بني المصطلق، وتعصب لكل واحد منهما نفر من أصحابه، فبلغ ذلك عبد الله بن أبي بن سلول، رأس المنافقين من أهل المدينة، فقال: لئن رجعنا المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل. وارتفعت القصة إلى النبي
صلى الله عليه وسلم
فسأله عمر بن الخطاب أن يأذن في قتل هذا المنافق، فأبى وقال: «لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه.» وذكر الله هذه المقالة التي قالها عبد الله بن أبي بن سلول فقال في سورة المنافقون:
يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون .
واعترض رجل على إعطاء النبي من غنائم حنين لبعض المؤلفة قلوبهم، وواجه النبي باعتراضه، فقال: اعدل يا محمد فإنك لم تعدل. فلم يزد النبي في جوابه على أن قال: «ويحك! فمن يعدل إذا لم أعدل؟!» واستأذنه بعض أصحابه في قتل هذا الرجل فأبى.
وإذن فقد علم الله ما أضمر المنافقون من الكفر في قلوبهم فلم يحرض النبي عليهم، ولم يأذن له في قتل أحد منهم، وإنما نهاه أن يصلي عليهم إن ماتوا أو يقوم على قبورهم.
ولم ينطق النبي عن الهوى حين قال: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله.»
وحين قال: «ألا لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض.»
Halaman tidak diketahui