Marāqī al-ʿIzza wa-Muqawwimāt al-Saʿāda
مراقي العزة ومقومات السعادة
Penerbit
دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع
Nombor Edisi
الأولى
Tahun Penerbitan
١٤٤٣ هـ - ٢٠٢١ م
Lokasi Penerbit
الدمام - السعودية
Genre-genre
وأموالَهم، وأعراضَهم، وحسابُهم على الله ﷿» (^١).
ثانيًا: أنها السبب الأول للتوفيق والسعادة، والفلاح والنجاح في الدين والدنيا والآخرة، وهي سُلَّم الوصول إلى معالي الأمور، وسفينة النجاة، وبوابة الخير، ومفتاح التيسير.
ثالثًا: أنها من أعظم أسباب العون على أمور الدين والدنيا والآخرة، واستقامة الأحوال، قال تعالى: ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾ [البقرة: ٤٥]، وقال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ [البقرة: ١٥٣]، «وكان النبي ﷺ إذا حَزَبَهُ أمرٌ صلَّى» (^٢).
ولما أخبر ابن عباس ﵄ وهو في سفرٍ بموت أخيه «قُثَم» استرجع، ثم تنحى عن الطريق فأناخ، فصلى ركعتين أطال فيهما الجلوس، ثم قام يمشي إلى راحلته وهو يقول: ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾ [البقرة: ٤٥] (^٣).
رابعًا: أن حفظها وإقامتها من أعظم أسباب التوفيق لحفظ ما سواها من أمور الدين، وتقوى الله، والهداية لكل خير، قال تعالى: ﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (٢) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ﴾ [البقرة ١، ٢]، وقال تعالى: ﴿الم (١) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (٢) هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ (٣) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ﴾ [لقمان ١ - ٤]، وقال تعالى: ﴿وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَاتَّقُوهُ﴾ [الأنعام: ٧٢]، وقال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ﴾ [الأعراف: ١٧٠]، وقال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ﴾ [الشورى: ٣٨]، وقال تعالى: ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ﴾ [الأنبياء: ٧٣].
(^١) سبق تخريجه قريبًا. (^٢) أخرجه أبو داود في الصلاة (١٣١٩)، وأحمد ٥/ ٣٨٨ (٢٣٢٩٩) من حديث حذيفة ﵁. وحسنه الألباني في «صحيح أبي داود» (١١٩٢). (^٣) أخرجه ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» ١/ ٢٩٤ (٣٩٨)، والطبري في «جامع البيان» (١/ ٦٢٠)، وابن عساكر في «تعزية المسلم عن أخيه» (١٣). قال الحافظ في «الفتح» (٣/ ١٧٢): «أخرجه الطبري في «تفسيره» بإسناد حسن».
1 / 55