312

Marah Labid

مراح لبيد لكشف معنى القرآن المجيد

Editor

محمد أمين الصناوي

Penerbit

دار الكتب العلمية - بيروت

Nombor Edisi

الأولى - 1417 هـ

Genre-genre

Tafsiran

وحجة في الشريعة فكل ما دل عليه أحد هذه الأصول الثلاثة كان ذلك في الحقيقة موجودا في القرآن.

روي أن ابن مسعود كان يقول: ما لي لا ألعن من لعنه الله في كتابه! فقرأت امرأة جميع القرآن فأتته فقالت: يا ابن أم عبد تلوت البارحة ما بين الدفتين فلم أجد فيه لعن الواشمة والمستوشمة، فقال: لو تلوتيه لوجدتيه، قال الله تعالى: وما آتاكم الرسول فخذوه [الحشر: 7] وإن مما أتانا به رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه

قال: «لعن الله الواشمة والمستوشمة»

«1» . وذكر أن الشافعي كان جالسا في المسجد الحرام فقال: لا تسألوني عن شيء إلا أجبتكم فيه من كتاب الله تعالى، فقال رجل: ما تقول في المحرم إذا قتل الزنبور؟ فقال: لا شيء عليه، فقال: أين هذا من كتاب الله؟

فقال: قال الله تعالى : وما آتاكم الرسول فخذوه [الحشر: 7]

وقال صلى الله عليه وسلم: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي»

«2» . وقال عمر رضي الله عنه: للمحرم وقتل الزنبور.

وروي أن أبا العسيف قال للنبي صلى الله عليه وسلم: اقض بيننا بكتاب الله فقال صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لأقضين بينكما بكتاب الله»

«3» ثم قضى بالجلد والتغريب على العسيف وبالرجم على المرأة، وهذا يدل على أن كل ما حكم به النبي صلى الله عليه وسلم هو عين كتاب الله لأنه ليس في نص الكتاب ذكر الجلد والتغريب ثم إلى ربهم يحشرون (38) فإن الله تعالى يحشر الدواب والطيور يوم القيامة بمجرد الإرادة ومقتضى الإلهية.

وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة

Halaman 317