257

ونادت ام كلثوم زينب العقيلة : وآ محمداه! وآ أبتاه! وآ علياه! وآ جعفراه! وآ حمزتاه! هذا حسين بالعراء صريع بكربلاء (2). ثم نادت : ليت السماء اطبقت على الأرض (3)! وليت الجبال تدكدكت على السهل (4)! وانتهت نحو الحسين (ع) وقد دنا منه عمر بن سعد في جماعة من أصحابه ، والحسين يجود بنفسه. فصاحت : أي عمر ، أيقتل أبو عبد الله وأنت تنظر إليه؟! فصرف بوجهه عنها ودموعه تسيل على لحيته (5).

فقالت : ويحكم أما فيكم مسلم؟! فلم يجبها أحد (6). ثم صاح ابن سعد بالناس : انزلوا إليه وأريحوه. فبدر إليه شمر فرفسه برجله ، وجلس على صدره وقبض على شيبته المقدسة وضربه بالسيف اثنتى عشرة ضربة (7) واحتز رأسه المقدس.

* سلبه

وأقبل القوم على سلبه ؛ فأخذ إسحاق بن حوية قميصه ، وأخذ الأخنس بن مرثد بن علقمة الحضرمي عمامته ، وأخذ الأسود بن خالد نعليه ، وأخذ سيفه جميع بن الخلق الأودي ، ويقال رجل من بني تميم اسمه الأسود بن حنظلة.

وجاء بجدل فرأى الخاتم في إصبعه والدماء عليه فقطع اصبعه وأخذ الخاتم ، وأخذ قيس بن الأشعث قطيفته (8)، وكان يجلس عليها فسمي قيس قطيفة (9)، وأخذ ثوبه الخلق جعونة بن حوية الحضرمي ، وأخذ القوس والحلل الرحيل بن

Halaman 284