208

أما والله ، لا تلبثون بعدها إلا كريثما يركب الفرس ، حتى تدور بكم دور الرحى وتقلق بكم قلق المحور ، عهد عهده إلي أبي عن جدي رسول الله ، فاجمعوا أمركم وشركاءكم ، ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إلي ولا تنظرون ، إني توكلت على الله ربي وربكم ، ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط المستقيم» (2).

ثم رفع يديه نحو السماء وقال : «اللهم ، احبس عنهم قطر السماء ، وابعث عليهم سنين كسني يوسف ، وسلط عليهم غلام ثقيف يسقيهم كأسا مصبرة ، فإنهم كذبونا وخذلونا ، وأنت ربنا عليك توكلنا وإليك المصير (3). والله لا يدع أحدا منهم إلا انتقم لي منه ، قتلة بقتلة وضربة بضربة ، وإنه لينتصر لي ولأهل بيتي وأشياعي» (4).

* ضلال ابن سعد

واستدعى الحسين (ع) عمر بن سعد ، فدعي له وكان كارها لا يحب أن يأتيه فقال (ع): «أي عمر ، أتزعم أنك تقتلني ويوليك الدعي بلاد الري وجرجان؟ والله لا تتهنأ بذلك ، عهد معهود فاصنع ما أنت صانع ، فإنك لا تفرح بعدي بدنيا ولا آخرة ، وكأني برأسك على قصبة يتراماه الصبيان بالكوفة ويتخذونه غرضا بينهم» ، فصرف بوجهه عنه مغضبا (5).

Halaman 235