حتى القاسم وعبد الله الرضيع ، إلا ولدي عليا زين العابدين ؛ لأن الله لم يقطع نسلي منه وهو أبو أئمة ثمانية» (1).
فقالوا بأجمعهم الحمد لله الذي أكرمنا بنصرك وشرفنا بالقتل معك ، أولا نرضى أن نكون معك في درجتك يابن رسول الله؟ ، فدعا لهم بالخير (2)، وكشف عن أبصارهم فرأوا ما حباهم الله من نعيم الجنان وعرفهم منازلهم فيها (3)، وليس ذلك في القدرة الإلهية بعزيز ، ولا في تصرفات الإمام بغريب ، فإن سحرة فرعون لما آمنوا بموسى (ع) وأراد فرعون قتلهم أراهم النبي موسى منازلهم في الجنة (4).
وفي حديث أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال لأصحابه : «أبشروا بالجنة ، فوالله إنا نمكث ماشاء الله بعد ما يجري علينا ثم يخرجنا الله وإياكم حتى يظهر قائمنا فينتقم من الظالمين ، وأنا وأنتم نشاهدهم في السلاسل والأغلال وأنواع العذاب» فقيل له : من قائمكم يابن رسول الله؟ قال : «السابع من ولد ابني محمد بن علي الباقر وهو الحجة ابن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي ، ابني وهو الذي يغيب مدة طويلة ثم يظهر ويملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا» (5).
* ليلة عاشوراء
كانت ليلة عاشوراء أشد ليلة مرت على أهل بيت الرسالة ، حفت بالمكاره والمحن وأعقبت الشر وآذنت بالخطر وقد قطعت عنهم الحالة القاسية من بني امية وأتباعهم كل الوسائل الحيوية وهناك ولولة النساء وصارخ الاطفال من العطش المبرح والهم المدلهم.
إذا فما حال رجال المجد من الأصحاب وسروات الشرف من بني هاشم
Halaman 215