179

رجل من بني زياد خزامة إلى يوم القيامة وإن الحسين لم يقتل (1).

وكان من صنع المختار معه أنه لما أعطاه الأمان ، استأجر نساء يبكين على الحسين ويجلسن على باب دار عمر بن سعد ، وكان هذا الفعل يلفت نظر المارة إلى أن صاحب هذا الدار قاتل سيد شباب أهل الجنة ، فضجر ابن سعد من ذلك وكلم المختار في رفعهن عن باب داره ، فقال المختار : ألا يستحق الحسين البكاء عليه (2). ولما أراد أهل الكوفة أن يؤمروا عليهم عمر بن سعد بعد موت يزيد بن معاوية ؛ لينظروا في أمرهم ، جاءت نساء همدان وربيعة ، إلى الجامع الأعظم صارخات يقلن : ما رضي ابن سعد بقتل الحسين حتى أراد أن يتأمر. فبكى الناس وأعرضوا عنه (3).

* افتراء ابن سعد

وافتعل ابن سعد علي أبي الضيم ما لم يقله ، وكتب إلى ابن زياد زعما منه أن فيه صلاح الامة وجمال النظام فقال في كتابه : أما بعد فإن الله أطفأ النائرة وجمع الكلمة وأصلح أمر الامة ، وهذا حسين أعطاني أن يرجع إلى المكان الذي منه أتى ، أو أن يسير إلى ثغر من الثغور ، فيكون رجلا من المسلمين له ما لهم وعليه ما عليهم ، أو أن يأتي أمير المؤمنين يزيد فيضع يده في يده فيرى فيما بينه وبينه رأيه ، وفي هذا رضى لكم وللامة صلاح (4).

وهيهات أن يكون ذلك الأبي ومن علم الناس الصبر على المكاره وملاقاة الحتوف طوع ابن مرجانة ومنقادا لابن آكلة الأكباد! أليس هو القائل لأخيه الأطرف : «والله لا أعطي الدنية من نفسي». ويقول لابن الحنفية : «لو لم يكن ملجأ لما بايعت يزيد». وقال لزرارة بن صالح : «إني أعلم علما يقينا أن هناك مصرعي ومصارع أصحابي ، ولا ينجو منهم إلا ولدي علي». وقال لجعفر بن

Halaman 206